تنويه قبل قرائه المقاله : ” لم اكن اذكر قصة علي بابا وكتبت هذه المقاله في لحظات تأمل مع نفسي – ظننت حقا ان علي بابا علق في المغارة او شيء كهذا ثم بحث صغير على قوقل بعد ان انهيت كتابتي نسف كل المقال  =] – نعم نعم المضحك المبكي .. ولكن ولارضاء غروري قلت انشريه على اية حال ولاعتبر المقال لنفسي , ولتأخذوا انتم درسا في التحقق قبل النشر او على الاقل درسا في ان لا تكتبوا شيئا قبل النوم وتتوقعوا من العالم ان يأخذ به =))

كنت كثيرا ما اعترض على قلة الخيارات في حياتي , ظننت أنها تحدني كثيرا .. أمور كثيرة كانت محددة مسبقا بعوامل كجنسيتي وجنسي ولوني وبيئتي وصحتي وتعليمي والطبقة التي انتمي اليها , غير ان هذه الحدود هي بالأحرى مساعدة , هبه من الله .. كل شخص لديه وصفه وتفسيره الخاص للحدود ربما .. هذا ما أؤمن به .

الحقيقة أن لدي تشكيلة محددة ومؤطرة من الخيارات .. ولكن حتى هذه التشكيلة تبدو لي كثيرة جدا , انها لا تساعدني انها فقط تشتتني , يقال أنه كلما زادت خياراتك كلما استغرقت وقتا اطول في ايجاد الخيار المناسب وكلما زادت حيرتك .

ان كنت من المحظوظين فستقل خياراتك الموجودة مسبقا – ليس لانها غير متوفرة بل لانك اقصيتها – تقل عندما تقوم بصنع حد ادنى من التوقعات ثم تقل أكثر عندما تستقصي الأمور التي تحتاج جهدا لاتريد بذله-ايا كان السبب ولكن هذه رفاهيه – ثم تقل مرة ثالثة عندما ترى الخيار المشع الذي فيه سعادتك .

كثرة الخيارات نعمة , ونقمة في ذات الوقت , أنها كمغارة علي بابا والاربعين حرامي .. قد تحبس فيها للأبد إذا كنت طماعا وانشغلت بالكنوز – الخيارات – المترامية في اطراف المغارة بدل ان تأخذ بالضبط مايكفيك وتذهب .

الآن ماذا ؟هل تدخل المغارة بخطه مسبقة ؟ حسنا .. لايجد المرئ مغارة مليئة بالكنوز كل يوم ولا يجلس فجأة ليقرر ماذا سيفعل في يوم ما ان وجدها .. ناهيك عن ان اغلبنا لا يتخيل ان يكون هو علي بابا اصلا ! – على الرغم من انه علي بابا فعلا وسأقول لك لماذا – .

اذا ايكون محدود الطموح ؟ محتمل .. وسع الخيرات قد ينسف هذا التواضع .. صندوق واحد من الذهب قد يبرق عينيك ويجعلك تقول للحدود ان تذهب للجحيم .

حسنا حسنا .. الحل ليس عندي لا اذكر ماذا جاء في نهاية قصة علي بابا اصلا , ولكن سأقول لك شيئا قبل ان تشتمني ..ان كان علي بابا متربيا -وانا لا اشتمه هنا – ولكن اعني ان كان متربيا على القناعة لم يكن ليعلق .. اضافة الى انني لايمكنني لومه .. الانسان كان مزنوق وكانت عينه طويلة .

ولكن .. الانسان دوما عدو نفسه , اسوأ حتى من مغارة علي بابا .. الطمع انزل ابوينا من قبل من الجنة .

ترويض نفس الانسان مهمه قد تستغرق منه حياته كلها .. ان يمشي في مغارة الدنيا ويرى الكنز الذي سيخرجه من عذابه نصب عينيه .. ومع ذلك يعف عنه ؟ كلنا علي بابا .. كلنا آدم .. كل واحد له -شجرة – او مغارة بمغريات مختلفه تتحدى رغباته وحديث نفسه .

وما اسوأ ان يعلق الإنسان في بؤس مغارة مليئة بكل الكنوز دون ان يستفيد من ترابها حتى .. ما أسوأ أن نعلق في وسع خياراتنا .

ان تكون خياراتك محدودة ليس أسوأ شيء .. بل ان تعلق في وسع خيراتتك دون ان تنال لحظة من الرضى .. صدق او لاتصدق قد يكون خيارك الواحد افضل ماحدث لك , فما احسن أن يوجد الانسان لنفسه السعادة من رحم الشقاء وما اتعس ان يشقى وسط نعيم منزوع البركة .

في المرة القادمة .. احمد الله على الخيار الوحيد الذي اتاحه لك, فـ – الحمدلله- افضل حتما من افتح ياسمسم , فان كانت افتح ياسمسم تفتح لك باب المغارة .. فالحمدلله تفتاح لك باب المزيد .