السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن من الأمور المهمة التي تدخل السرور والفرح، والتحفيز وروح المبادرة، إلى عقلية المدون، النبوغ في الأسلوب، وسرعة ظهور الإفادة والإستفادة من الغير، وأعني بالمدون الذي يرى أنه من دون التدوين هو لا شيء! يعني التدوين عنده كالماء والهواء والشراب! هذا هو المدون الحقيقي!

فظهور الإفادة من المستخدم سواءً بعد سنة من كتابة التدوينة أو بعد ساعات هي من ثمرات هذا المدون الناجح البارع، وذلك أنك حينما تدون سواءً كان هدفك الربح أم لا، ثم تجد هناك بين أروقة المدونة من يأتيك ويشجعك بكتابة تعليقه التحفيزي ويقول أنه استفاد منك أينما استفادة هو بحد ذاته وقود للأمل والنجاح والتقدم نحو الأمام.

عنوان هذا الموضوع:

أول من يستفيد من إفادة الغير هو المفيد ثم المستفيد.

وسُمي هذا الموضوع بهذا الإسم لأن الإفادة حقٌ لكل أحد، للمبتدئ والمتقدم والمتوسط في أي مجال كان، لذلك تجد أن من يضع أمامه هدفاً واضحاً يقول فيه: أنا أريد أن أفيد الجميع ... نعم الجميع، تراه دائماً يساعد الفقراء والمساكين، الفقراء الذين لا يملكون المعرفة أصلاً، والمساكين الذين يملكونها لكنها سطحية وليست كاملة، فهو يساعدهم ويُضيف إليهم معلوماتٍ إلى معلوماتهم حتى تكتمل شجرة العلم عندهم.

قولنا: أول من يستفيد من إفادة الغير هو المفيد ثم المستفيد.

نعني بالمفيد هنا -من ناحيةٍ شرعية-: هو من أفاد غيره في شيء ديني أو شيءٍ دنيوي نوى به شيءٌ أُخروي، مثلاً -فبالمثال يتضح المقال-: لو قلت لك أن القزع حرام والقزع هو حلق نصف الرأس وترك الآخر للرجال والنساء والصبيان والفتيات، وهو حرام لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه، وكل ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم يكون للتحريم إلا إذا وُجد صارف، فجميع بل أكثر الناس اليوم لا يدرون ما حكم القزع، فلو انتبه الناس جميعاً وتوقفوا عنه، أنا أول من أستفيد، لماذا؟ لأنني دللت على الفائدة وعلى الخير والنبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ اتَّبَعَهُ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ فَعَلَيْهِ مِن الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ اتَّبَعَ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا. ثم ثانياً: الناس هم من يستفيدوا بعد أن يستفيد المفيد.

  • فالمفيد: هو من يُهدي الفائدة.

  • والمستفيد: هو من تُهدى إليه الفائدة.

وضمير المتعلم لا يرتاح إلا إذا علَّم.

وهناك عقاب وعذاب لمن لم يعلم الناس الخير وهو يعلم. -علم الشريعة-.

فلذلك نتمنى أن لا ننتقص من أي سؤال وإفادة لنفيد بها غيرنا ممن حولنا من الفقراء والمساكين الذين يسعون باحثين عن المعرفة والثقافة وننهل لهم مما علمنا وتعلمنا.

والله المستعان.