365 يوما في السنة الميلادية يساوي ضِعف ذلك في "سنة الإنترنت" .

ما أقصده بقولي هذا، هو أن سرعة نمو الإنترنت والمحتوى الذي بُنيت عليه تعتبر كبيرة جداً لإستيعابها، فقد كانت الولايات المتحدة هي السباقة إلى الشبكة العنكبوتية وهي التي تحصل على عدة عروض وإهتمام كبير على عكس باقي الأسواق أنذاك.. ناهيك عن العدد الكبير للسكان، مايعني أفكار وطرقاً مختلفة لإستغلال هذه الشبكة.. طرقا قدمت لنا اليوم أضخم متجر إلكتروني في العالم متمثلا في أمازون، ومحرك بحث يعرف عنك كل شيء، وصولا إلى مواقع إخبارية تأتينا من عقر دار الأخبار نفسها.

في الوطن العربي، بداية الإنترنت لم تكن بإنتاج مشاريع تجارية، حيث أنها لم تكن نظرة المواطن العربي للشبكة.. بل ولحد الآن لازال البعض يعتقد أنها مجرد أداة تسلية وإمضاء الوقت والتواصل مع الأصدقاء. حصلنا على مئات الآلاف من المنتديات، ثم تخللتها بعض تدخلات المدونات الشخصية، لتعود من جديد على شاكلة مواقع إخبارية وتثقيفية.

أتابع أخبار الويب العربي بإستمرار، وأقصد هنا المشاريع التجارية التي بدأت من منطقة عربية وتستهدف السوق العربي بخدمات تجارية، الجيد أنها موجودة بالفعل، بل وهي تتزايد ويتزايد معها الإستثمار والتمويل. تأخرنا، كثيـراً، لكن إن ركز أصحاب المراكز المهمة في الويب العربي، مثل أصحاب المواقع الضخمة وشبكات الأخبار والمشاريع التجارية على إنتاج خدمات جديدة لإفادة المستخدم، فنحن حتما سنحصل على ويب عربي أفضل.

إذا كنت تقصد بالمحتوى الأجنبي المحتوى المكتوب باللغة الإنكليزية فأظن هذه المقارنة فيها الكثير من الإجحاف ، فالمحتوى المكتوب باللغة الإنكليزية هو نتاج عالمي ساهم فيه أناس من مختلف القوميات ، سواءٌ كانت اللغة الإنكليزية بالنسبة لهم لغة أم او لغة ثانية ، أما المحتوى العربي فهو مقصور على الأشخاص الذين لغتهم الأم هي العربية .

الأسباب كثيرة أخي زيد.

منها أننا لا نملك رؤية للمستقبل البعيد.. رؤيتنا قصيرة المدى ويغلب عليها الطابع المادي (كم سأربح من هذا المشروع) لذا تجد أغلب مواقع المحتوى العربي تتميز بكثرة الإعلانات وروابط التحويل ولن تجد من ضمن أهدافها إثراء المحتوى العربي حتى وإن كان هو الظاهر علنا.

حين يفكر صاحب موقع أو مدونة في كتابة موضوع تجد أن المعايير التي يعتمد عليها تبنى على مقدار ما سيجلبه هذا الموضوع من زوار فيبدأ في البحث عن الكلمات المفتاحية الأكثر طلبا في محركات البحث وينطلق من هنا.. بينما المفترض هو العكس.. وهو أن تبحث في جوانب النقص والقصور في المحتوى العربي وتبدأ في ملئ هذا الفراغ.

معظم المشاريع الناجحة على الويب بدأت كمشاريع اجتماعية دون نموذج ربحي (فيسبوك، تويتر، يوتيوب، أكاديمية خان) وغيرها الكثير.

أيضا لدينا مشكلة قديمة في الويب العربي وهي النسخ واللصق وسرقة المحتوى الفكري... عندما تبحث عن موضوع معين ستجد أكثر من عشرين نتيجة متطابقة في المحتوى.. هي مشكلة كانت قديما في المنتديات ثم تطورت هذه العدوى وانتشرت الآن في المواقع والمدونات. قليل من تجده يقدم أفكارا أصيلة وهذا القليل معرض للسرقة حالما يتم نشره على الويب.

أخيرا وليس آخرا.. هناك الاهتمامات.. فالكثير من اهتمامات المجتمعات العربية تنحصر في أمور جانبية لا ترتقي بالفكر العربي ولاتساعد على تطور المجتمع وتقدمه ورقيه.

• ثقافة الانترنت ذاتها مختلفة تماماً بين العرب والغـرب .. العالم كله يتعامل مع الانترنت بإعتبـاره الأساس في كل شيء ، بينما مازال استخدام الويب محدوداً جداً في العالم العربي ( مقارنة باللغات الأخرى ) ..

• كثرة الاستخدام وانتشاره ، تؤدي الى تغيّــر نوعي الى الأفضـل دائماً .. والأهم ، تؤدي الى النضج أيضاً في طرح المحتوى ، والالتزام بالدقة المهنية ..

• الاستخدام ليس معناه مجرد الدخول للانترنت ، وقضاء الوقت في الدردشة او الفيسبوك .. إنما الاستخدام بمعنـاه الشامل ، سواءً المساهمة في اضافة المحتوى ، او التفـاعل مع المعلومات..

• سبب آخر ، هو الفقــر الشديد في ( نضج المستخدم العربي ) .. المُسـاهم في ويكبيـديا يكتب 4 سطور بخصوص عالم عربي مسلم من القـرون الوسطى ، نقلاً عن موسوعة صغيــرة ، أو موقع .. وحتى الموضوعات التي يُكتب فيها بإسهاب ، غالباً تكون مُسيّســة ، أو مجهولة المصـدر ، او مكتوبة بلغة ركيكـكة..

• خدمات المحتوى باللغة الإنجليزية تحديداً في المدوّنات وامواقع المختلفة تعود بأرباح عالية مقارنة بالمحتوى العربي الذي ينتج عنه أرباحاً متواضعة .. الحافز الرئيسي للمشاركة بالمحتوى ( المحتوى الفعّــال ) ضعيف جداً عربياً ..

وان كنت اعتقد ان السبب الأهم هو الثالث .. نضج المستخدم نفسه ..

باختصار

المحتوى الأجنبي موجه لكل من يتحدث باللغة الانجليزية وعددهم مليار !

والمحتوى العربي موجه للعرب وعددهم 23 دولة تقريباً.

لماذا يتميّز المحتوى الأجنبي في أغلب المواضيع على المحتوى العربي؟

لأن من يكتب المحتوى الأجنبي هم من المتخصصين، أما المحتوى العربي يكتبه الهواة، و المقالات التقنية دليل على هذا.

بعض الاختصاصات العربية كالفنون العربية أو العلماء العرب أجد المعلومات باللغات الأجنبية أكثف من تلك العربية وأجود! ترى، هل السبب في الوقت؟

ربما، لكن برأيي لا، لأن كثير من المواقع القديمة لم يعد لها وجود، أما مواقع المحتوى أغلبها حديثة و أقدمها قد إلى إلى قبل 10 سنوات.

هل نضج المجتمع الأجنبي ولم يفعل العربي؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل مرّ المجتمع الأجنبي بنفس الفترة؟

نعم، لكن ما أعرفه أن المواقع الأجنبية في بدايتها لم تكن معرفية بقدر ما هي دعائية أو أخبارية.

هل العربي ينقصه شيء في قدراته أو ذكائه حتى يتفوّق على الأجنبي؟ ألسنا أناسًا كثر نتحدث لغةً واحدة ونتشارك همومًا وأفكارًا واحدة؟ إذا كنا كذلك، فلماذا لا نتفوّق على المحتوى الأجنبي برأيك؟ هل تقف أمام الكاتب أو الناشر أو صانع المحتوى العربي عقباتٌ تصعّب عمله؟ هل يفتقر إلى التمويل؟

المشكلة في وجود من يتفرغ لكتابة المحتوى، إن لم نجد من يتفرغ للكتابة لن نجد محتوى. أضف لذلك الربح، الكاتب في النهاية يستقطع من وقته للكتابة، و إن لم يجد الربح لن يكمل مهما كانت الحوافز الأخرى. أنا لدي مدونة و أكتب فيها من حين لآخر، لكن لا أهتم بها جيداً رغم أن لدي الكثير لأكتبه في مجالات مثل الشبكات و أنظمة التشغيل، لكن الوقت لا يسمح لي بزيارتها أحياناً.

برأيك، ما السبب؟ وكيف نعادل هذه الموازنة؟ هل تظن بأن أحد الأسباب السابقة هي المؤثّر الحقيقي أم لديك غيرها؟

نحتاج لكتاب متخصصين يدفع لهم مقابل كتابتهم، و من الأمثلة الأبرز التي تطبق هذه الفكرة موقع xash.

لقد تم ذكر الكثير من الاسباب المهمة في التعلقيات، لكن من وجهة نظري ارى ان الاوضاع السياسية هي اكثر ما يؤثر على قلة المحتوى العربي.

ولكن في بلادنا العربية، لا احد يتخذ اجراء عملي ولو بسيط!!

• مثال من واقع حياتي: مشاريع الطلاب داائماً يفرض عليهم القيام بها بالانجليزية!!! وعندما ينشرها الطلاب تكون داعمة للمحتوى الغير عربي، لو ان تلك المدونات التي ينشئوها و البحوث التي يقومون بها والمقالات والمشاريع العملية تتم باللغة العربية لكان ذلك دعم كبير للمحتوى العربي، ان لم يكن في الجودة، على الاقل سيحرك الآخرين للقيام بمثل ما يقومون به، مالذي سيضر الدكاترة و المشرفين من السماح للطلاب بذلك؟!! بالرغم ان امامهم نموذج، فبعض زملائهم حتى وان كانت المادة بالانجليزية، يسمحون ويشجعون الطلاب على اعتماد اللغة العربية في اعمالهم!

اتمنى بصدق لو ان الجميع لم يستهن بالامور اليومية البسيطة، التي قد تكون حلاً للمشكلات الكبيرة..

يمكن أن أضع سبب رئيسي واحد وهو ضعف التمويل العربي.

صناعة المحتوى العربي لو لاقت نصف التمويل الذي تلقاه صناعات أخرى كالعقارات لوجدتنا نتفوق على الكثير من اللغات ونصل إلى الإنكليزية. لايزال المستثمرين العرب يخافون من الاستثمار بمشاريع الانترنت لأنه لا يفهمها، كما كان يفعل وارن بافت أعظم مستثمر بالعالم .. كان يفضل الصناعات التي يفهمها

عند الغرب من الطبيعي أن تجد موقع لديه 200 كاتب ! اليوم كثير من مواقع الويب العربية بالكاد يمكنها دفع رواتب 5 كتاب، هذا كله لم نتحدث عن الفرق بالمبلغ المدفوع ما بين الجانبين

ادفع جيداً تحصل على محتوى جيد

عوامل جودة المحتوى اﻷجنبي :

• للغرب اﻷسبقية في استخدم الانترنت

• تفرغ الكثيرين في المجتمع الغرب على اﻹنتاج المحتوى وخصوصاً دول أوروبا الغربية .

• تسابق الكثيرين في على إنتاج المحتوى اﻷكثرة جودةً

• طريقة التفكير لدى صناعي المحتوى جعلت منهم لا يفكرون بالعائد المادي أكثر من قيمة المحتوى

• العائد المادي نفسه حفز الكثيرين على صناعة محتوى ذا قيمة .

• الكم العددي له دور كبير في ذلك

• الترويج له بأنه هو المصدر الرئيس والمرجع لكل ما هو موجود على الانترنت .

من الإجحاف المقارنة بين المحتوى الأجنبي و العربي فالفروقات في الإمكانات و و العقليات و القدرة على التسيير و كأبسط مثال أغلب المواقع تدار بعقلية الشركات هل سنحصل على نفس المستوى ؟ أعتقد اننا في الطريق الصحيح .

اعتقد أن بكل بساطة المستخدم العربى نفسه لم يهتم بالتعلم وجودة المحتوى، ولو كثر عدد طلبة العلم الجادين لزادت المواقع والمحتويات التعليمية

لماذا تفوّق المحتوى الأجنبي على المحتوى العربي؟

بكل بساطة .. لأن العرب متخلفين والغرب متقدمين

فالتفوق بين الجانبين لا يشمل فقط المحتوى على الانترنت بل كل الجوانب الاخرى

فمستوى المحتوى العربي على الانترنت هو مجرد إنعكاس لواقع العرب المتخلف مقارنة بالغرب

بالتالي ارى ان هذه المواضيع الكثيرة التي تتكلم عن تخلف العرب وتفوق الغرب يجب تجاوزها

الى ما بعدها أي ماذا علينا فعله لتطوير المحتوى العربي ؟ وهذا هو السؤال الاهم الذي لم يطرح بعد بجدية .

لان العرب تريد الربح فتحتكر العلم او تعلمه بالمال والقليلين الشرافاء الذين قاموا بطرح ما لديهم من العلم في العالم العربي مجانا اما ما تبقى فلا يريد الخير لغيره الا بالمال لا امانع ان يكون هناك دورات مدفوعة ولكن ليس كل ما تعرف تريد ان تعطيه بالمال