مقالة، فيديو، تسجيل، أنواع المحتوى التدويني وأيها أفضل برأيك؟

يا صاحبي أنت ترتكب خطأً دمر المدونات العربية وأرداها قرية نائية على حدود المكسيك كما قلت في تدوينة سابقة لي، شكل مخرج المحتوى لا يخص المتلقي بالمرة، لا من قريب ولا من بعيد، ولا أحد يتحكم فيه سوى أنت! لاحظ مثلاً أن البعض -الدكتور أحمد خيري العمري مثلاً- رائعون في الكتابة والتدوين لكننا حين نراهم على الشاشات نجدهم مرتبكين متزعزعين بأفكار بطيئة وهادئة، ونتمنى قراءة الفكرة مكتوبة على سماعها منهم، فإن توجه كل البشر إلى الفيديوهات، يجب على هؤلاء أن يبقوا على التدوين حتى ينجحوا، وستجد أيضاً شخصاً آخر لديه مئات الأفكار وأصدقائه يحبون سماعه لكن مظهره سيء وكتابته ركيكة، هذا ولو توجه الآلاف إلى التدوين النصي يجب عليه أن يلازم الساوند كلاود، أما المشكلة التي نواجهها هي أن الكثير من العرب يجلسون بجانب الأركيلة مللين ويفكرون في مشروع ثم فجأة تطرأ عليهم الفكرة الذهبية!:

أصدقائي يقولون بأنني مضحك جداً، لذا قررت أن أصنع منتدىً للكوميديا الخاصة بي!

قالت لي أمي بأن صوتي جميل جداً وأصلح لأن أعلق صوتياً على الأفلام، لذا سأكتب في مدونة عن صوتي وكيف أطوره!

لكن هذان لم ينظرا إلى المخرج الصحيح لما لديهم، فالأول أستحسن له أن يكون كاتباً ساخراً في مدونة على صنع منتدى، أما الثاني فيجب عليه أن يعمل في المجال الصوتي والإذاعي عوضاً عن إخفاء مواهبه في التدوين، لذا، أنت من يحدد مخرج محتواك ضمن عوامل منها:

• مناسبة مواهبك للمخرج (هل تبدع في الكتابة فتصور نفسك أم تدون؟).

• مناسبة وقتك للمخرج (هل ستكتب في موقع وأنت طالب في الصف السابع أم ستدون في خدمة تدوين سريعة حتى لا تضيع وقتك أو تنقطع؟).

• تواجد الفئة المستهدفة في هذا المخرج (هل قررت أن تدون فوتجرافياً في فليكر بينما أغلب العرب يستخدمون إنستجرام؟).

• هل تستطيع التعامل مع هذا المخرج؟ (قررت أن أستخدم اليوتيوب لأصور نفسي، رغم أنني لا أفقه شيئاً في التصوير أو الفيديو).

كل نوع من المحتوى يخدم فكرة. في حين أن المحتوى النصي أسهلهم في الكتابة والنشر، نجد الفيديو في الطرف الآخر كلياً. فضلاً عن مزايا المحتوى النصي كسهولة الوصول لأصحاب الاتصال البطيئ، إمكانية البحث والوصول أسرع عبر محركات البحث، اضافة روابط وحواشي وتفاصيل أكثر من الصعب فعلها مع المحتوى المرئي. يكون للمحتوى المرئي مزايا اخرى كالتكثيف والاختصار والتقديم باسلوب مشوق.

البودكاست الصوتي غالباً يكون على شكل - حسناً - بودكاست أي برنامج كامل وليس تدوينة فقط، برنامج دوري وكل حلقة لها مخطط أو عدة أشخاص يتحدثون.

لايوجد برأي ما يسمى النوع الأفضل، كل نوع له مزاياه، ولتصل إلى مستوى إنشاء فيديو احترافي يقدم في 3 دقائق ما تقدمه ألف كلمة، ستنفق الكثير من الوقت والجهد والمحاولات الفاشلة.

هناك أنواع أخرى هي المزيج، أي نص بداخله يستشهد بانفوغرافيك وفيديو ومقابلة مثلاً، هذا المزيج كله أراه نوع جديد أيضاً وهو يثري التدوينة أكثر من اقتصارها على نوع واحد فقط.

قارن مثلاً vesauce وأية مدونة علمية. ستعرف الفرق واضحاً .. على الأغلب لو نشر سكربت vesauce نصاً فإنك لن تتابعه بنفس التشويق الذي تتابع فيه المتلقي. لكن هذا لايعني أن الفيديو هو الأفضل، هنا تم تعديل المحتوى ليناسب الفيديو، وليس كل محتوى قابل لذلك. فلو كنت تعطي رأيك في قضية فلن يمكنك فعلها في فيديو، لأن الفيديو هنا لم يزد بشيء .. ستظهر وانت تتحدث، حسناً دعنا نقرأه ولاداعي لتلك الطلّة البهية.