في ظل التدفق المعلوماتي، و المحتوى الذي يتم رفعه على الأنترنت يوميا، و كمّ المدخلات التي نتعرّض لها من صور، فيديوهات، بودكاست و حتى المقالات، الاقتباسات، والإعلانات …، أصبح من الصعب التعامل معها ولاسيما إذا كنّا قليليّ خبرة في مجال التعامل مع التقنية.

لدرجة أنّني أحيانا أقرأ المعلومة ولا أذكر أين! أحفظ المقولة و أنسى قائلها وهكذا...، و يحدث أن تسقط في عقلك فكرة أنت موقنٌ أنّها ليست فكرتك، أنت التقطتها من مكان ما، أو استلهمتها من شخص آخر، لكن إن أخذتها وطوّرتها ولربما تَكتب عنها أيضا، فيظهر لك أحدهم ليقول أنّها فكرتي، وقد يتّهمك بسرقتها.

وهنا تحضرني قصة الكاتبة إليزابيث جيلبرت التي اشتُهرت بكتابها طعام ... صلاة...حب، حين وجدت روايتها التي تدور أحداثها حول قصة من نسيج خيالها استلهمتها من حادثة تاريخية تعود لسنة 1969، لكنّ لظروف مرضية كان يمرّ بها زوجها توقفت عن الكتابة لما يفوق سنتين.

وحين عادت لانهاء أحداث الرواية تبخرت الفكرة كليًا، و مرت الأيام لتلتقي بالكاتبة آن باتشيت لتحدّثها عن عملها الروائي لتتفاجئ أنّها نفس فكرتها، ( مع أنّها لم تكن تعرفها من قبل).

فعالجت هذا الأمر في كتابها the big magic، الذي قالت فيه أنّ الأفكار لها إرادة حرّة و تنتقل من شخص إلى شخص حتى يتمّ تطبيقها، مارأيكم بهذه الفكرة و هل حدث أن وجدتم أفكاركم على أرض الواقع قبل أن تطبقوها أو تخبروا أحدًا عنها؟

وهذا يجعلنا نخاف أن نقع فيما يعرف بالسرقة الفكرية، ولاسيما إذا كان الشخص قليل اطلاع في هذا الموضوع، فإنه قد يقع فيها دون أن يدري، خاصة أننا تعوّدنا على النسخ واللصق مع مواقع التواصل الاجتماعي دون ذكر المصدر، و أصبحت هذه الظاهرة شائعة جدا مثل: إضافة منقول في آخر النص، أو لصاحبها، لقائلها…، وحتى نسب النصوص لغير أهلها.

أنا هنا أتحدث عن الوقوع في الانتحال الأدبي دون علم، ولا أقصد لصوص الأفكار المتعمدين ذلك، ولهذا أدعوكم لمشاركتي ما تعرفون عن السرقة الفكرية، حتى يتجنّبها المحترف قبل المبتدئ، و نوسّع دائرة الإبداع والتجديد في المحتوى العربي، ونرفع من وعي الأمانة الفكرية والمصداقية؟ وهل قام أحد ما بسرقة محتواك أو أفكارك؟