كان الترفيه في السابق منفصلا، و قد خُصصت له أماكن مثل دور السنما، مجالس النرد و حتى مختلف الرياضات آنذاك.

لكن اليوم ومع ظهور التقنية أصبح الترفيه أكثر انتشارًا، و أقرب للاستمتاع به و ذلك لسهولة الوصول إليه، سواء من خلال الهاتف المحمول، الجهاز اللوحي و حتى الحاسوب و ألعاب الفيديو...

و لقد ساهم عنصر الترفيه في زيادة الإنتاجية بشكل عام، و خاصة إنتاجية الأطفال حيث أنّ الترفيه يساهم في تنمية شخصياتهم، و اخراجهم من العزلة و الانطوائية و حتى الخجل أحيانا، مما رفع و زاد من تقدمهم الدراسي و تطوير ملكاتهم اللغوية من خلال الألعاب و النشاطات الترفيهية المختلفة.

النتائج الجيدة التي أضافها عنصر الترفيه سواء في التعليم أو العمل، جعلته يرتفع بشكل تصاعدي و متسارع حتى أصبح اليوم هو المحتوى المسيطر على الإنترنت، مما جعل صانع المحتوى الخالي من الترفيه، يفقد جمهوره مع الوقت و كردّ فعل على هذه الظاهرة أصبح صنّاع المحتوى يضيفون لمسات ترفيهية لمحتواهم لجذب جمهور أو حتى اعادة جمهورهم الذي ملّ و تعب من محتواهم الجادّ دون أي لمسة لطيفة بنكهة الفكاهة.

لكن مع التسارع الذي يشهده عالم صناعة المحتوى، و تضاعف ما يعرف بصناعة التفاهة و سيطرتها على العالم الرقمي، بدأ صنّاع المحتوى الجادّ إن صحّ القول يرفعون من وتيرة الترفيه في محتواهم، فهل من الممكن أن يغلب الترفيه على محتواهم، حتى يُصبح فارغًا كغيره من المحتوى المنتشر الذي يجلب أعلى القراءات و المشاهدات اليوم، و كيف لصانع المحتوى أن يتوازن بين هذا و ذاك دون تأثر ما يقدّمه للجمهور، و يحافظ على لمسة ترفيهية لطيفة تشدّ المتلقي إلى المحتوى.

ألا تلاحظون معي أنّ بعض صنّاع المحتوى الذين غرّهم عدد المتابعين حين أضافوا لمسة ترفيهية لمحتواهم حتى زاد الأمر عن المستوى الطبيعي فأصبحوا مبتذلين حتى أثّر ذلك على نوعية الجمهور، لأنّ صانع المحتوى لا يهمه العدد بالدرجة الأولى كما تهمه الجودة و التفاعل قبل كل شيء. 

كيف ترون أهمية الترفيه في صناعة المحتوى، اضافتها بنسبة معتبرة أم الاستغناء عنها كليا، و ماذا تقترحون لتحسين المحتوى دون ترفيه؟