القصة التي لم تنتهِ نهاية سعيدة، تحصل على المزيد من الاحترام دائمً

بالنسبة إلي لا أفضل قراءة الكتب أو الروايات التي تكون أحداثها ونهايتها متوقعة ، فأنا أفضل تلك التي تتميز بالتشويق والتضليل مع تناسق الأفكار طبعا ، هذا الأمر يجعلك تفكر وتتساؤل عن الحلول وتعيش الحكاية و كأنك بداخلها .

أما بالنسبة للنهايات فأفضل السعيدة منها لأن هذا الأمر يبعث في نفسي الراحة خاصة بعد أحداث غامضة .

بالطبع النهاية غالبا ماتكون مرتبطة بالبدايات فالكاتب يقوم بوضع الحبكة والتي تتمثل في المشكلة والمعضلة مع النهاية المتوقعة بالنسبة له وعلى أساسهما يقوم بسرد الأحداث

في البداية أتفق بالفعل مع قول جوليا كوين، بل كثير ما جربت الكتابة لرواية واختلفت الأحداث عن ما اردت قبل حتى الوصول للنهاية.

أما فيما يخص نوع النهايات، أنا لا افرق بين كونها حزينة أو سعيدة ما دامت غير مفتعلة ولا تلوي عنق الاحداث، ولكن الحزينة تترك أثر في النفس لذا ربما تبقى معلقة بالذهن أكثر، واظن بالفعل أن صعوبة الحياة هي سبب أقرب لقبولها عن النهاية السعيدة ولكن هل تتفقي معي أن الفيصل هو جودتها بغض النظر عن نوعها

مسألة النهاية هي شيء معقد للغاية، فبالرغم من أن النهاية هي لحظة الكشف الحقيقية، أو لحظة التنوير كما يسميها البعض، فإنها مفهوم لا يتوقف على نفسه، وإنما تبدأ في رأيي من الكلمة الأولى في القصة أو في الرواية أو في الفيلم. هي عملية بناء متتالي، تشارك فيها كل عناصر القصة، حيث أن القصة كلها من الكلمة الأولى أو المشهد الأول تعد جزءًا من النهاية، لذلك فأنا أرى أن تصنيف النهايا كنهايات مفتوحة ومغلقة، أو حزينة وسعيدة.. إلخ، كلها اجتهادات شخصية بعيدة كل البعد عن تعريف صحيح لمفهوم نهاية القصة نفسه. يجب على النص أن يختار نهايته بنفسه، لذلك فمسألة تحديد نوع النهاية أو شكلها في أطر محددة قبل بناء القصة هي عملية شائكة وخطيرة جدًا قد تدمر القصة بأكملها.

لا أنكر أنني أفضل النهايات السعيدة، وأظن أن أغلب الأشخاص يفضلونها لأننا أصلا لجأنا الى الروايات فرارا من الواقع، فبطبيعة الحال لن نبحث عن نهايات حزينة تذكرنا بحقيقة العالم الذي نعيش فيه.

اما عن الروايات التي تتّضح نهاياتها مع بداية سطورها، أجد أنها تفقد القارئ متعة المتابعة وتسلبه لذّة التفكير وتوقع الأحداث، فكلما زاد عنصر التشويق كلما تحمس القارئ وانجذب للكتاب أكثر.

أتفق معك عفيفة.. أنا أيضا أحترم النهايات الحزينة أو الصادمة وأجد أنها الأقرب للواقع.

سواء عندما أقرأ/ أشاهد عملا ما، أو عندما أكون في مقعد الكتابة.

كذلك هو الأمر بالنسبة لي ؛ فمن وجهة نظري النهايات السعيدة دائما ما تكون متوقعة ويمكن تصورها كما هو الحال في نهايات الروايات والمسلسلات او الافلام وغيرها، غير أن النهايات الحزينة أو التعيسة دائما ما تكون غير متوقعة وتصيب بالذهول والصدمة في غالب الأوقات .. وهذا ما ينطبق على واقعنا فنحن نعيش في حالة عدم اليقين والخوف من المجهول وهذا ما ينطبق على النهايات الحزينة.

أنا أفضل النهايات غير التقليدية، وغير المتوقعة بغض النظر عن كونها سعيدة أم تعيسة، فقط أرى أن النهاية غير المتوقعة التي تثير دهشتي في كل مرة رغم افتراض الكثير من النهايات، والتحليلات ما هي إلا مكافأة لي على انتهائي من الرواية.

أعتقد أن هذا الشيء راجع لها فقط.

حيث تقول الكاتبة الإنجليزية جورج إليوت: أن نهاية الرواية تعتمد على العصر الذي تكتب به، ففي العصر الفيكتوري كان الروائي يخضع لسطوة دور النشر، الذين يفضلون النهايات السعيدة.

لذا فالكاتب هنا لابد أن يبدأ منذ بداية كتابته للرواية بتحديد خيوط الحبكة لتنتهي نهاية سعيدة.

أما واسيني الأعرج يقول: أنه لا يوجد لديه نظام موحد في نهاية الروايات.

وأن نهايات الروايات التي يكتبها، تأتي نتيجة تلقائية لما كتبه، حيث الحبكة توصله لهذه النتيجة.

لذا فمن الصعب أخذ رأي شخص كروائي وكاتب، وتقييمه على أن الجميع يفعل هذا الأمر مثله.

بعض الكتاب يفكرون بالنهاية، وعندما يكتبون يتغير الحال معهم، وتتغير النتيجة.

حتى أن الكاتب نفسه، لن يكتب رواياته كلها بنفس التكنيك، وإلا أصبح روائيا مملا، وكل كتاباته تشبه بعضها البعض.

أعتقد أن الواقعيةَ هنا تتعلقُ بالتسلسل الذي تأخذه القصةُ منذ البداية؛ والقصة بأكملها هي التي تحدد إمكانية النهاية السعيدة أولا. ولكن إذا تحدثنا عن هذه السمة العامة، وهي تقبُّل الناس واطمئنانهم إلى النهايات التعيسة، فإني أستحضر قول الكاتب الأرجنتيني (بورخيس) حين قال: إن إحدى مبائس عصرنا أننا لم نعد قادرين على صنع السعادة؛ فبمجرد أن يبدأ كاتب في سرد قصة فإن الجمهور كله سيتنبأ بنهاية حزينة!.

بالنسبة لي يا عفيفة، أفضل النهايات التي لها مغزى سواء كانت حزينة أم سعيدة، كما أرى أن نهاية الرواية لا تهم بقدر ما تهم الحبكة نفسها.

كما أنني أفضل أن تخالف الأحداث كل توقعاتي، أن تصدمني. الرواية التي أتوقع أحداثها تصبح مملة كرواية "الحصن الرقمي" لدان براون، أزعجني أنني توقعت الكثير من الأحداث، ما أفقد طعم التشويق.

شخصيا، دائما أفضل النهاية الحزينة في قراءة الروايات وحتى مشاهدة الأفلام كوني ألامس فيها الواقعية والحقيقة التي قد لا ألمسها في النهاية السعيدة التي أراها مصطنعة أحيانا.

أعجبتني وجهة نظرك، و أوافقها.

لكن أحيانا، نقرأ رواية أو نشاهد فيلما لنهرب قليلا من واقعنا، لنسافر إلى عالم آخر، لذا الواقعية هنا غير مفيدة.

اعتقد أن النهايات السعيدة تعطي لراغبيها أحيانًا احساس بالأمان، مهما كانت الحرب التي خاضها البطل النهاية تعيسة، هذا يعطينا لراغبي هذه النهايات الشعور بأنه لا أحد نجح فيما اراد فلماذا احزن نفسي أنا والومها. لم ينجح أحد ولم يستطع أحد تحقيق هدفه فهل يجب علي أن احققه، اشعر أن هذا نوع من الطمانينة الذي تضخه هذه الأحداث في الذهن ...

لا استطيع أن اجزم بهذا لكني هذا ظني بالفعل