قرأت ذات مرة مقولة للأديب المصري محمود محمد شاكر  أثارت الكثير من التساؤلات لدي، حيثُ قال: "حاجة القراء الى المقالة أشد أحيانا من حاجتهم الى الكتاب"، في البداية لم أدقق في معنى المقولة، كوني اعتبرت أن القارئ الإلكتروني اليوم يميل الى للكلمات القصيرة والواضحة وهذا طبيعي بدون إنغماسه في قراءة كتابِ يدوم لأيام، لكن عندما اطلعت على سيرة الكاتب قد وجدت أنه قد توفي 1997، لذلك لم يقصد الواقع الذي وصلنا إليه، ولا الأثر الذي خلفته التكنولوجيا الرقمية على المستخدم بصفة عامة.

بعد ما فهمت مقصوده جيدًا، أقول أنني أؤيده وبشدة، أحيانًا المعاني والشروحات العملية التي تحملها المقالة من صفحة واحدة فقط، قد يفهمها القارئ ويوظفها بشكل صحيح في أبحاثه، مقارنة بإصابته بتشتت للأفكار جراء قراءته لكتاب إستغرق منه وقتًا وجهدًا لأيام لقراءته، وبعدها أضاف أيامًا لتلخيصه وبعدها يكتشف أن ما قام به هو سوى  إعادة جردٍ لمحتوى الكتاب. لو نتخيل أن لدي موضوع أحتاج البحث عنه لتقديم عرضه أمام الأستاذ غذا، وليس لدي الوقت الكافي للبحث، هل تنصحني بقراءة كتاب عن الموضوع مكون200صفحة، أو مقالة تحمل 17 صفحة؟ أيهما أفضل بحسب الظرف الذي وقعت فيه؟

لذلك حاجة القارئ للمقالة، نابعة من الفوائد التي يراها تتميز بها؛ أنها مشوقة وغير متشعبة، الخاتمة مركزة لفكرة المقالة إما إجابة عن سؤال المشكلة أو حوصلة لما تم التطرق إليه في البداية- ملامسة حضور الكاتب وربط الموضوع بخبرة أو تجربة حياتية وآخيرًا  تضع المقالة نصب عينها النتيجة بعد عرضها للفكرة الرئيسية، بعكس الكتاب الذي يعمل على مراحل من نطقة البداية، دروة الأحداث، نقطة النهاية.

وأنت، هل مع أم ضد مقولة الأديب محمود محمد شاكر ؟ ولماذا ؟