لاحظت الكثير من الناس يبحثون عن إجابة لسؤال لماذا أدون أو لماذا يجب أن أدون، وأنا لست بصدد الإجابة على هذا السؤال ولكن ما يهمني أكثر هو المنطق وراء هذا السؤال، وربما تتلخص الإجابة بسؤال آخر وهو ما الذي تريده من التدوين وما هي أهدافك النهائية، فالتدوين ليس إلا ما تصنع منه، البعض يدون لأنه يرى أن لديه شيئاً ما يستحق المشاركة وهناك من يدون ليسجل أفكاره بشكل منظم ومؤرخ كي يستطيع أن يتعقب مراحل تطوره ونموه الفكري عبر فترات حياته، وهناك من يسمع عن قصص نجاح المدونات وشهرة وثراء أصحابها فيقرر فوراً أن يدشن مدونته الخاصة ويستقيل من عمله ليستعد لطباعة ملايين الأموال! وهذا النوع يتعامل مع التدوين باعتباره نشاط تجاري ودراسة جدواه تتلخص في دراسة حاجة "السوق" لمحتوى معين يجب أن يركز عليه، ويبحث عن منافسيه ليرى ما يمكن أن يضيفه، وتجده يجوب المنتديات ومواقع التواصل بحثاً عن إجابة لأسئلة من نوع ماذا أكتب في مدونتي؟! أو ما الذي يبحث عنه القارئ العربي؟! أو ما هي أكثر الموضوعات جذباً للزوار؟! وهذا النوع غالباً ما يغلق مدونته بعد عدة شهور من إطلاقها بعد إدراكه أنه كان يسأل السؤال الخطأ منذ البداية، وأنه كان من الأحرى أن يسأل نفسه أولاً ماذا أحب وما الذي يستهويني وربما تقوده الإجابة إلى طريقه المنشود يوماً ما..

الخلاصة أن التدوين الاحترافي لا يحتاج إلى بطل خارق ولكنه في نفس الوقت ينطوي على الكثير من الصعوبات والتحديات التي تجبر صاحبها على أن يواجه نفسه بأهمية حبه لما يفعل وما يدون عنه، لأنه ربما يكون الشيئ الوحيد الذي يدفعه للأمام وللتحايل على هذه التحديات لأنه يفعل ما يفعل بدافع الحب أكثر من أي شيء!