منذ عدة أيام، تعاملت مع عميل جديد يريد كتابة بعض المقالات لموقعه، وبعدما قمت بالكتابة، كان للعميل الكثير من التعديلات المتعلّقة بالسيو الخاص بالمقال، وبعدما قمت بالعمل عليها والإهتمام بها، خرجّ المقال في النهاية بشكل مفكك وركيك وبه الكثير من العبارات الغير منطقية، لمجرّد أنني يجب أن أكتب الكلمة المفتاحية هنا أو هنا، وغيرها الكثير من الأمور التي لم أكن راضيا عنها، ولكن العميل كان يريد ذلك وأعجبه المقال بعد التعديلات. 

المحتوى أم السيو ؟

في طريقنا إلى كتابة محتوى يلتزم بالسيو التزاما كاملا، ربما تقع في بعض الأخطاء الخاصة بالمحتوى، ربما ننسى أننا نكتب للقرّاء لا للخوارزميات، ولكن الخوارزميات مهمّة حتى نظهر في النتائج الاولى لمحركات البحث فنحصل على القرّاء، فما هو الحل إذا ؟ 

بالنسبة لي فإني أحب الكتابة نفسها، وأكتب بشغف، ولذلك فإن السيو وأموره تقلل من قدرتي على الإبداع والحرية، وصرحةً فإني أراها عائقا أمام كتابة محتوى قيّم بالفعل، حتى وإن كان إحساسا داخليا، فلا زالت هناك قيودا، كأن يقف أحدهم جوارك طوال الوقت الذي تكتب به وكأنه يراقب كل كلمة تكتبها. 

مشكلة التدوين في المواقع العربية

وأعتقد أن المشكلة أكبر من مجرّد موقف شخصي مع عميل، فهذا يحدث في أغلب المقالات الموجودة في المواقع العربية، والدليل على ذلك أن الآلاف من المقالات التي تظهر في النتائج الأولى لمحركات البحث عندما تقرأها تشعر أنك تقرأ لشخص أجنبي يحاول الكتابة بالعربية، أو أن المقال غير مرتب، أو عناوينه مُكررة، أو أنه يكتب عناوين كثيرة ولكن المحتوى ليس له علاقة بالعنوان. 

الكثير من المشاكل موجودة في المحتوى العربي، فإذا أراد أحدنا أن يبحث عن أمر ما، فإننا مباشرة سنبحث بالإنجليزية، لأننا لا نثق بالمحتوى العربي، وأرى أن السبب في ذلك بشكل رئيسي هو أنّ من يكتبون المقالات معظمهم ليسوا بكتّاب حقيقيين يستطيعون كتابة المعلومة وإيصالها بالطريقة الصحيحة، بل هم أشخاص يصبّون أكثر اهتمامهم بالسيو ويفكّرون فيه أكتر من المحتوى حتى يحصل موقعهم على زيارات أكثر. 

المشكلة عميقة، وبعدما حدث لي توصّلت إلى أن هذا هو السبب في قلة جودة المحتوى العربي، فهل ترى أن المحتوى العربي قليل الجودة فعلا أم أنها " عقدة الخواجة " فقط ؟ وإن كان قليل الجودة بالفعل فهل الإهتمام الزائد بالسيو هو السبب الوحيد أم أن هناك أسباب أخرى ؟