لا شك بأنّ الكتابة تعد روتينا يوميًا بالنسبة للكتاب وجزءًا مهمًا في أداء مهامهم، وحتى وإذ لم يكتب في أوقاته المخصصة، وراودته فكرة أو جزئية تجده يبحث أين يدون ملاحظاته، وإذا لم يكتب تجد يُحدث نفسه و يفكر فيما سيكتب، هذا الأمر يجعل منه شخصا مهوسا لا يتنفس إلا بالكتابة.

لكن في الكثير من المرات تصادفه مشاغل ومناسبات تشغل تفكيره أكثر من أي وقت مضى ،تجده مشتت الذهن و تائه بخياله، وبالرغم من حضوره وسط مجمع من الناس إلا أنه يبحث متى ينتهي كل ذلك ويعود لقلمه ليعبر عن ما يجول بداخله، أحيانا أخرى تجده صامتا هادئا لكن في الحقيقة غير ذلك فالضجيج الذي بداخله لا يهدئ إلا وهو يرى أحرفه ترتسم أمام أعينه عادى ذلك فهو يمثل بالهدوء لا غير.

وكما تعلمون قد تفصلنا أيام قليلة عن إستقبالنا لعيد الأضحى المبارك ، ومثل ما تعد هذه المناسبة الدينية إحتفالا مقدسا بالنسبة لنا كمسلمين، تعد الكتابة هي أخرى مقدسة بالنسبة إلينا ككتاب، فكيف يمكن لنا أن ننجح في التوفيق بينهما؟ 

يمكننا أن ننجح في ذلك من خلال إدراكنا لقيمة كلا من الشيئين أولا ومحاولة قدر المستطاع التوفيق بينهما وذلك بإعطاء الأولوية للإحتفال بهذه المناسبة كونها تأتي مرة في العام، وفي الأوقات التي تتخللها الراحة والهدوء نستغل تلك اللحظات في تدوين الأفكار وما يجول في العقل.

 وكما هو معروف، فهذه المناسبة الدينية يجتمع فيه الأهل والأصدقاء لتبادل التهاني والتبريكات لتوطيد صلة الرحم، كما تفتح فيها القلوب والمشاعر الفرحة والبسمة المرسومة على وجوه الكبار والأصاغر، لذلك تعد لحظة مناسبة وملائمة للكتاب في إنتاج أفكار وملاحظة بعض من التفاصيل التي قد تساعدهم في رسم شخصيات قصتهم، كمية العواطف والأحداث التي تحدث نتيجة إحتكاك الأفراد والنقاشات المتبادلة بإمكان الكاتب أن يستثمرها للخروج ببعض من الإستنتاجات لمعرفة طبيعة الأشخاص وكيف يفكرون.

الكثير من القصص و الروايات أعطت مساحة للحديث عن تفاصيل هذه المناسبة وكيف يتم قضاء هذا اليوم، وأخر رواية قد قراءتها " نطفة" للكاتب "أدهم الشرقاوي" وجدتها قد وصفت في مقاطع لنا هذه المناسبة من زاوية رؤية كاتبها الذي شارك معنا تفاصيل الأحداث التي يتخللها هذا اليوم.

لذا عيد الأضحى فرصة بإمكان أي كاتب أن يغتنمها ويركز إنتباهه ويتفطن لبعض التفاصيل التي تحدث في هذا اليوم، لأن معايشة الأحداث حتى لو كان أمرا روتينيا إلا أنه مصدرا مهما يساعد الكاتب في توظيف بعض التفاصيل بالتلاعب بالكلامات ينبه القارئ بها، كون الكاتب ليس إنسانا عاديا قد تجعله الأحداث الروتينية في موقف قوة بتوظيفه للإيحاء الدلالي للنص ينفرد به عن الكُتاب الأخريين.

وماذا عنكم يا أصدقائنا الكتاب؟ فيما تفكرون وكيف تشعرون في عيد الأضحى؟ وهل تمارسون طقوس الكتابة في هذا اليوم؟