يمثل العنوان النور الذي يمنحه للمضمون والواجهة المعبرة له ، في حين تعد الحبكة العكاز التي تستند عليه القصة كونها المعيار الرئيسي في قياس قوة النص أو فشله. وبالرغم من أن الحبكة تمثل الدروة في بلورة الأحداث والدافع الأول الذي يبني عليه الكاتب أحداثه، ومع ذلك لا يمكن للقارئ أن يتعرف عليها (الحبكة) إلا إذا واصل قراءته، في المقابل يعد العنوان أخر شيء يكتبه الكاتب ومع ذلك هو أول شيء يقرأه القارئ. هذا الأمر يدفع بالكاتب للإجتهاد في العمل عليهما كونهما لابد أن تتوفر فيهما عنصر التشويق لإثارة القارئ. لكن هل العنوان لابد أن يحمل تشويقا أكثر من الموجود في حبكة القصة؟

- من وجهة نظرنا المتواضعة نرى بأن للعنوان والحبكة علاقة ترابطية متجانسة وكل عنصر هو مكمل للأخر، فالعنوان الجذاب بلا حبكة مشوقة تسبب خيبة كبيرة للقارئ، والحبكة القوية بلا عنوان مشوق هي خسارة للكاتب...لذا لابد أن يكون توافق في الاختيار والتناول.

ولو نظرنا الى الأمر من زاويتين لوجدنا:

1- من زاوية القارئ، يحمل العنوان أهمية كبيرة في جذبنا لاقتناء الكتاب، فالقارئ اليوم في وسط الإغراءات الميديا الجديدة التي تحيط به محاولةً بكافة الطرق الى استمالة انتباهه، وبالرغم من التسهيلات المقدمة له لاشك أنها نجحت في تسطيح فكره، فهو ليس متفرغ تماما حتى للاطلاع على ملخص الكتاب، إلا الفئة القليلة التي مزالت تميل لمعرفة فحوى الكتاب قبل إختياره.

2- من زاوية الكاتب، مسألة العنوان مهمة للغاية و صعبة نوعا ما في تحديده وقد تستغرق لساعات وأيام والبعض منهم كلفه الاختيار لأشهر ليرضى بذلك، و البعض الأخر أيضا كشاكر لعيبي مثلا علق على الأمر  بقوله " لا أختار عناويني بل هي التي تختارني". 

  • يعد العنوان مرأة القصة و لغز ملغم يختصر المضمون ويستهدف القارئ للوصول لحبكة النص، كما أنه يمثل استراتيجية مهمة تساعد في العبور الى الجوهر وهو "حبكة القصة".
  • في الأخير، كل من الحبكة والعنوان مهم في القصة، فالانجذاب لهما يتحقق بوجود التشويق فيهما، والنفور منهما ينتج عن إهمال العمل على أحدهما.

في رأيك، ككاتب ما الشيء الذي تعمل عليه لإثارة التشويق أكثر، هل العنوان أم الحبكة؟ أو كلاهما مهم بالنسبة إليك..، شارك معنا الأساليب التي تعتمد عليها في اختيارك للعنوان؟