جميعنا نحب مجال الكتابة ولا نرضى بتحوله إلى سلعة يتنافس عليها المتنافسون ويتداولها المضاربون فى بورصة الكتب.

قد يتبادر لذهنك لماذا نقول هذا الكلام؟ لماذا نظن أن الكتابة تحولت إلى سلعة؟ هل مطالبة الكاتب بمقابل مشروع ودخل مادى لإنتاجه جريمة؟ هل المطابع مؤسسات غير هادفة للربح أو دور النشر مشاريع خيرية لخدمة المجتمع لنطالبها بقبول كل الكُتّاب؟

فى الحقيقة، هذا ليس ما نقصده، فمن حق الكاتب تقييم سعر إنتاجه والتربح من إبداعه، وانتقاء دور النشر للكتابات الأكثر إبداعاً هو أمر طبيعى كأى مشروع ربحى.

ولكن عندما تتلاشى حقوق الملكية الفكرية وتنتشر الكتب المنسوخة والكُتّاب المزيفين ودور النشر الوهمية فهذا يدق جرس خطر ينذر بتحول هذا الفن الراقى إلى سلعة لا يدرك المتاجرون بها شيئاً عما سيخلفه ذلك فى المستقبل.

والحل فى رأيى بسيط وسهل، وهو بدء كل شخص بنفسه فى مسيرة الإصلاح، ككاتب لا أنشر شيئاً لن يضيف جديداً للقارىء، كدار نشر لن أنشر ما يدمر المجتمع، وسأقوم بمهمة النشر على أكمل وجه من تسويق ودعاية ومسابقات ومعارض وهكذا. فإن قام كل شخص بدوره لن يعد هناك شىء نقلق بحياله، ولن تصبح ساحة العمل فى الكتابة.... غابة!

هذا يذكرنى بمقولة لبيل جيتس: (قبل الانشغال بإنقاذ الغابات الاستوائية إبدأ بترتيب غرفتك والأشياء من حولك)، فيا ليتنا نبدأ بأنفسنا، ولعلكم تفيدوني برؤيتكم حول مستقبل الكتابة ومقترحاتكم للبدأ بأنفسنا لتحسين مستوى فن الكتابة.