بالنسبة للكتاب تمثل الجوائز الأدبية بريقًا خاصًا، خاصة الكبيرة منها، والتي من وراءها فرص للنشر أو قيمة مالية عالية أو شهرة، لكن هناك الكثير من المآخذ على هذه الجوئز بجانب ما لها من مميزات تدعو للمشاركة فيها، أريد أن أناقشكم هذا الموضوع المهم في الحياة الأدبية. وكيف يراه القراء بشكل عام.

هل نتائجها دقيقة؟

لا أعتقد أن نتائج الجوائز تكون دقيقة، سأستبعد نوعيات الجوائز التي تحابي لأشخاص معينين، وسأتحدث عن الجوائز التي تأتي بلجنة تحكيم تفرز الأعمال بإنصاف، تدخل الأعمال في المصفاة الأولى وهي مطابقة شروط لجائزة من حيث عدد الكلمات والضوابط الأخلاقية والتعهدات واستيفاء البيانات، ثم تمر إلى القائمة الطويلة التي تتكون من أفضل الأعمال المشاركة – حسب وجهة نظر اللجنة – وبعدها نصل إلى مرحلة القائمة القصيرة، ثم إعلان الفائزين. 

إن مرور الأعمال من مصفاة لأخرى يتم عبر معايير أساسية متعارف عليها في الأدب، الحكام ملمين بها، لكن القائمة القصيرة وإعلان الفائزين لا يتم فرزهم تبعًا للمعايير الأساسية هذه، لأن الروايات تكون في مستويات تقريبًا متساوية، وهنا تكون المصفاة هي أهواء المحكمين ما يحبه ويفضله، ولذلك، فإن لجنة التحكيم حين تتغير، بنسبة كبيرة سيتغير الفائزين.

متى تكون الجائزة الأدبية مضرة؟

تتمثل الأضرار الجثيمة في الجوائز الأدبية في تفضل الروايات التي حازت على الجوائز عن تلك التي لم تنل شيئًا، وبالنظر للمغالطة أو الخلل الذي ذكرته في عنصر دقة النتائج، فإن الروايات التي لم تحصل على الجوائز – سواء ترشحت لها أم لا – ستكون مظلومة بكل المقاييس، لأن الأفضلية للروايات الفائزة لم تأتي تبعًا لأنها الأفضل، لكن لأنها الأفضل وفقًا لما راه المحكم، والأفضل بالنسبة لإنسان – وإن كان ناقدًا – ليس الضرورة هو الأفضل لدى الجميع، فإذا ما وضعنا عدد من الروايات في قائمة قصيرة وأخذنا منهم فائزًا واحدًا، أصبح هذا إعلانًا منا أن هذه الرواية هي الأفضل، وسيعترف الجمهور بهذا معنا، وإذا أعطينا كاتب العديد من الجوائز، ولم نعطي الآخر، ستكون نفس النتيجة، إلا قلة قليلة من الجمهور واعية. 

وتكون الجائزة الأدبية مضرة أيضًا حين تصيب الكاتب باليأس في حال عدم حصوله على الجائزة، وإذا استطعنا أن نحصل على رأي أو نصيحة من أحد المحكمين تكون هذه هي القيمة الثمينة للجائزة، لكن إذا كان الكاتب واثقًا من قلمه ويجتهد عليه ويطوره باستمرار فليس من الصواب أن يحزن بسبب عدم فوزه بجائزة. 

للقراء

أقول للقراء أن هناك روايات نالت الجوائز عن استحقاق، وهي روايات رائعة وجديرة بالقراءة، وأقول أن روايات أخرى ليست تستوفي شروط الجوائز، أي أنها لا تنتمي للنوعية التي تفوز، لا ينبغي أن نهملها هي الأخرى، فهي ليست أسوأ من الفائزين، كما أن الذي نال الجائزة ليس بالضرورة أفضل من غيره من الكتاب، فهي مسألة أذواق، الجميع يستحقون الفرصة. 

 هل شاركت في جائزة أدبية من قبل؟ أخبرني رأيك في الجوائز الأدبية، وما الذي لم أذكره في مساهمتي عن الجوائز الأدبية لتضيفه لنا؟