جميعنا نعلم أن البلاغة هى أحد أهم علوم اللغة العربية، وأنها -بفروعها الثلاثة البيان والمعانى والبديع- هى أحد أدوات الكاتب القوية والفعالة لإيصال فكرته وتوضيح رسالته.

وإن كان معظمنا من مُحبى الكتابة الأدبية والإبداعية، فهناك أنواع أخرى من الكتابة ولذلك يعتقد البعض أن البلاغة قد تكون سلاح ذو حدين فى يد الكاتب.

فهل سنحتاج إلى استخدام الكناية والمجاز فى الكتابة العلمية ككتابة بحث أو دراسة مبنية على حقائق ونظريات؟!

وهل سنحتاج إلى التشبيه أو الجناس فى الكتابة الوظيفية التى تبتعد عن الإسهاب والصور الجمالية والتى تهدف لإيصال المعلومة والفكرة بأفضل الطرق؟!

ولكن على الجانب الآخر، هل أصلًا قرأنا رواية مثلاً تخلو من المحسنات البلاغية والألفاظ المنمقة والصور الجمالية؟!

وهنا يأتى سؤال آخر، كيف أحدد الوقت المناسب لاستخدام البلاغة بشكل يساعد فى إيصال المعلومة وتوضيح المعنى وتجنب احتمالية تيهان القارىء وسط الصور والمحسنات مما يجعله يفقد المعنى ويُفوت الهدف والرسالة؟

تحضرني مقولة قد تحمل تناقضاً فيما يخص البلاغة: "الإيجاز خاصية أصيلة فى اللسان العربى وهو لُب البلاغة" على لسان أبو علم الاجتماع (ابن خلدون)، فكيف يتفق الإيجاز مع البلاغة؟!

ما رأيكم... هل يمكن تحقيق الإيجاز والبلاغة فى آن واحد؟ وهل مؤشر توقيت استخدام البلاغة هو نوع الكتابة فقط أم هناك مؤشرات أخرى؟