الكثير مِنّا يرغب في أن يعرف كيف نُميِّز العمل الجيد أو القوى أو الإبداعي من العمل الرديء أو الاستهلاكي أو المسروق حتى ننتقى ما سوف نستقى منه فكل كتاب أو رواية نقرأها ستؤثر حتماً في طريقة وأسلوب الكتابة وفِكر الكاتِب بشكل عام.

لعل بعضنا قد ذهب إلى المكتبة ولاحظ وجود أعمال علِمَ أنها غير أصلية من صورة الغلاف أو المبالغة في التغليف أو جودة الطباعة أو نوع الورق ، ولربما  سمعنا عن حرب ضارية قائمة بين الكتاب الأصلي والمنسوخ باستخدام ماكينات التصوير الرخيصة المنتشرة في كل مكان.

ألم نلاحظ كَم انتهاكات حقوق الملكية الفكرية وحقوق الطبع والنشر والتوزيع في أوطاننا العربية على وجه الخصوص؟ ألم يذهب مُعظمنا إلى معارض الكتاب فوجد كُتَّاباً لا يعرفون عن الكتابة إلا الشيء اليسير وكتاباتهم تحقق أعلى المبيعات؟!

 "كُن حذراً وأنت تقرأ كُتب الصحة فقد تموت بخطأ مطبعي"! وأعتقد أننا يجب أن نكون حذرين في التعامل مع هؤلاء المُزيَفين والمُزيِفين فقد تموت الكتابة الأصيلة والأصلية بخطأ مطبعي، إن صح التعبير! هذا ما قاله الكاتب والصحفي الأمريكي الشهير مارك توين -وإن كان طريفاً- فهو يعبر تماماً عما يحدث الآن.

 لكن السؤال الذي يراودنا بشكل كبير ، كيف لنا أن نفرق بين الكاتب الحقيقي والكاتب المزيف والاستهلاكي ؟! برأيي أن الكاتب المزيف هو الذي يسعى إلى تسويق نفسه وكتاباته كأي سلعة في السوق، لا يهمه سوى المال أو الشهرة ، ولا يولي اهتمامًا بأعماله غيره .

أمّا الكاتب الحقيقي هو الذي يكتب عمّا يختلج في نفسه من مشاعر صادقة، يحاول من تِلك الكتابات بأن يشارك الأخرين بِما لم يشاركهم به أحدُ من قبل، كما أن لديه اسلوبه الخاص ولا يُقلد الآخرين من الكُتّاب.

وأنت فى رأيك .. هل هناك فروق أخرى تُميز بين الكاتب الحقيقي والكاتب المُزيف؟