أغلبنا سَمِع بهذا التعبير عن الكتابة ووصفها بأنها مِهنة مَن لا مِهنة له، بل لعلها ليست المِهنة الوحيدة التى تم وصفها بهذا، فعندما كنت أعمل كمُرشِداً سياحياً كنت دوماً أسمع هذا المُصطلح بأن "السياحة مِهنة مَن لا مِهنة له"، فمن الواضح أنه تعبير يستخدمه الناس لوصف مِهنة كَثُر عدد العاملين بِها دون النظر لمؤهِلات هؤلاء العاملين لمُزاولة هذه المهنة، وأعتقد أن بعضكم قد سمع به فى مجال عمله أيضاً.

مَن مِن عُشاق الكتابة لم يقرأ - ولو قليلاً - للأستاذة سناء البيسى؟

ألم تقل فى مقال "الكتابة نِسب" أول مقالات كتابها البديع "مصر يا أولاد" أن (فى زماننا لم يعد هناك فارق بين وظيفة الكاتب والوظائف الأخرى، بل أصبحنا نجد الفارق جلياً واضحاً فى المهنة ذاتها)؟

ألعلها قصدت الفارق بين الكُتَّاب والكتبة؟ مَن يكتبون للشغف ومَن يكتبون للمصلحة؟ مَن يكتبون بالإبداع ومَن يكتبون بالإملاء؟

أثر فىَّ كثيراً هذا القول لتوفيق الحكيم عندما قرأته لأول مرة عندما وصف حال الكتابة فى عصره قائلاً: (فى هذا الزمان أصبحت الأقدام أهم من الأقلام)، مُشيراً لهؤلاء الذين أعطوا الأولوية للعلاقات والمصالح والمحسوبيات ولم يُراعوا شروطها ولا شيوخها وشوّهوا صورة الكتابة لتحقيق أغراضهم وجعلوها فى نظر المُجتمع "مِهنة مَن لا مِهنة له"!

ففى رأيكم... هل تتفقون أم تختلفون مع وصف الكتابة بأنها مِهنة مَن لا مِهنة له؟ هل الأغلبية كُتَّاب أم كتبة؟