البارحة آخر الليل كنت أبحث عن أوراق ضائعة وجدت يومية خططتها بيدي ليلة عيد الفطر بتاريخ 25 نوفمبر 2003 على الساعة الرابعة و عشرين دقيقة : كن في الدنيا كعاير سبيل ،كالمستظل بظل شجرة في حر الهاجرة ،فليكن سعيك للآخرة و لتكن الجنة طلبك ،كن بين الناس كالغريب في قوم لا يعرفونه ،أكرم من أكرمك ،إحترمهم ولا تتخذ منهم خلانا ،صاحب العلماء ،صاحب الأصدقاء الأخيار ،شر الصديق صديق لا يراعي لك ضرفا ولا يهمه من الأمور إلا ما ينفعه ،شر الرفيق الجبان الأبله ،شر الناس البخيل المتكبر ،شر الأمور الفتنة و شر الفتنة المرأة و شر النساء التي لا تبقي ولا تذر ،همها الذهب و فكرها الطعام و تفكيرها في الناس وحديثها الغيبة ،شر الأيام يوم لم تذكر فيه ربك ولم تدرس فيه علما ولم تحفظ فيه آية من كتاب الله ،شر الليالي ليلة لم تتعبد فيها ولم تنم فيها ولم تنعم بها ،شر الابناء العاق لوالديه...

في صفحة أخرى كتبت ،عندما كان العرب ينعمون بالحرير و النساء و الذهب والقناطير المقنطرة كان الغرب يسعى إلى تحقيق التقدم من خلال الثورة ،الثورة الصناعية و الثورة تبدأ بفكرة ثم تطبق لتكن ثوريا وسوف ترى...1800 كانوا قد حسموا أمرهم نفس المجتمع ،مجتمع 1800 يتكرر الآن في البلاد العربية ....في النهار لم أجد أحدا في المنزل فقررت أن أخرج الزرابي و أنشرها فوق السطح فاليوم مشمس وعلينا أن نضعها في الخزانة ،الألوان المختلفة وخاصة الأحمر القاني و الأزرق السماوي بعثت البهجة في قلبي ،بعدها تصفحت مجلة لغة العصر المصرية و صفحات من رواية الكرنك لنجيب محفوظ ،ثم ذهبت لقضاء شؤون تخص المنول ...

في المساء إتصل أحد الأصدقاء وقال هناك صديق جاء من الكونڨو congo منذ ثلاثة أيام ويريد أن نلتقي ،قال بمجرد وصوله إكتشف أنه مطلوب للتجنيد ولديه محكمة عسكرية فأخذ تأجيل بثلاثة أشهر ثم كلمته زوجته وقالت بأنها على أبواب ولادة فأخذها للمستشفى ،فعجلوا لها بالعملية ،قال بأن إبنه متشوق لتحيته ،حين جلسنا ،جلس بجانبي أستاذ مبرز في الفيزياء يدرس في الجامعة ،على قناة نات جيو كانوا يعرضون برنامحا عن الأميرة ديانا ،كل مرة أشاهد قليلا مما يعرض خاصة إبتسامتها الرائعة و طلتها البهية ،هناك طالب ماجستير رياضيات سنة أولى يتحدث عن أستاذته الأصغر سنا منه فقد توقف لسنوات ثم عاد ليدرس ،في الماجستير والدكتوراه تسقط فوارق العمر فقد تتعلم ممن هو أصغر منك سنا ...جاء شاب إسمه سعيد كذلك أصبح أبا منذ أيام قالوا له مذا سميتها فقال إسما تركيا مثل الموضة الدارجة فأخبره أحدهم لم تعد أسماء إبراهيم و أحمد وفاطمة و وردة تروق لكم ،شاب يافع قال أنا إرتحت من المسؤولية حين سأتزوح سوف يأتي الأبناء معلبين...أخبرنا الشاب الذي يعمل في الكونغو بأنه يبحث عن نجار ألمنيوم فذلك العمل مطلوب بكثرة هناك ،كذلك عن اللبنانيين للذين يعملون في التجارة ،ثم إقترحوا أن يلعبوا الورق ...في طريق العودة أخبرني صديقي بأن ذلك الشاب طيب جدا لذلك رزقه الله قدر نيته ،فقد كانت الوظيفة لشاب آخر لكن إعتذر في آخر لحظة فنادوه مكانه ...