يجمع القراء أن حياتهم قبل القراءة ليست هي قبلها ولكن قليل منهم يعرفون من أين ابتدأت حكايتهم مع الورقة والكتاب.

كلما أحاول أن أتذكر أين رأيت الكتاب لأول مرة، لا اذكرة شيئا، لكن كنت متأكداً أني رأيتها مع والدي وهو يحمل كتابه الشرعي لأي مكان.

في تاريخ القارئ العشرات من الكتب إن لم تكن الآلاف، ولكن التي تبقى في الذاكرة كتب معدودة على أصابع اليد الواحدة، وهذه تحيلنا على وهم المعرفة من القراءة، والذي يصبح ملتبسا حين قراءة القراء للكتاب.

بظني أن المعرفة لا تأتي تلقائية من الكتاب، بل من الرابط مع المعارف التي تلقيتها والخبرات التي اكتنزتها، والتي تتبلور لتخرج لك معرفة خاصة بك، لا يعلم كنهها إلا من تبصر او تفكر أو حتى حاول الربط بين الطرفين.

وهم المعرفة من القرءاة فقط، هو وسواس قهري مع الكتاب، ولكن يتأكد نفي تحقيقه، حين تسأل القارئ عن ما يذكره من الكتاب، أو يتذكره مما قرأه، فيلت ويعجن، ولا يصل الى كنه ما قرأه، لأنه لأنه يحاول الفهم وإن تغلبت عليه الأحرف، التي كررها مرة ومرتين من دون وصول الى المعرفة الشاملة.

سأقول لكم ببساطة، اقرأو من دون أن تعيشوا وهم البحث عن المعرفة.