لا يوجد فى الحياة شئ اسمه [أنا "ضامن" كذا] أو [أنا "ضامن" إنى إذا فعلت هذا الشئ سيترتب عليه بالضرورة شئ آخر أسعى له]…

لا يوجد ضمان فى هذه الحياة، إطلاقاً..

  • ليس معنى أنك تزوجت من امرأة صالحة وعفيفة وبذلت فى هذا الأمر كل ما تملك أو تقتنى، أنه بالضرورة سوف يرزقك الله بأبناء، أنت تأخذ بالأسباب ليس أكثر والله هو من يدبر الأمر وحده..، قد يرزقك بأبناء ويكونوا غير صالحين لا تعلم الخير أين!..

  • ليس معنى أنك بذلت كل مجهودك ووقتك فى الثانوية العامة وقال لك جميع من حولك "اتعب دلوقتى عشان ترتاح بعدين"، إنك بالضرورة هترتاح بعدين، الصراحة دائماً لا تأتى الراحة بعد الثانوية، قد تكون هى بداية الطريق نحو الوظيفة أو المهنة التى تحلُم بها منذ صِغرك، لكن لا يعنى أن الراحة فى انتظارك بعد الثانوية.. قد تفعل كل ما بوسعك ولا تدخل الكلية التى كنت تحلم بها رغم كل هذا، على الرغم من أخذك بكل أسباب التفوق..

  • ليس معنى أنك أحسنت لشخص فقير أو محتاج وعطفت عليه، أنه بالضرورة سيُبادلك المشاعر ويدعوا لك، أو يظل ذاكر فضلك عليه مدى الحياة - قد يجرحك ويؤذيك - قد لا يحدث هذا من الأساس، وتظل تُأنب ضميرك على مساعدتك لهذا الشخص المحتاج، ولكنها الحياة..

  • ليس معنى أنك تسعى دائماً لإرضاء من حولك وتعمل على راحة من تحب من أصدقاء أو زملاء، أنهم بالضرورة سيرعون هذا الجهد والعطاء ويُقدرون ما تفعل ولو بكلمة "شكراً"، بالعكس قد يتحول الأمر كما قال الأديب نجيب محفوظ(لا أعلم مدى صحة الاقتباس): "أنت تعتقد أنك إذا فعلت فوق اللازم ستنال التقدير؛ ولكن الحقيقة التى ستُفاجئك هى أنك ستتعرض للإستغلال.. وبدون شفقة.".

المقصود، ليس معنى أنه مثلاً لكى تصل من A إلى B يُفترض عليك أن تمر ب D وليس H، مرورك ب D لا يعنى "بالضرورة" أنك ستصل إلىB (لا أعلم إن مررت ب H ستصل أم لا أيضاً :)، لكنها الحياة عذراً)، وهذا المثال ينطبق فى الحياة فقط، أما فى الرياضيات فبالتأكيد لا يوجد خيار أخر للوصول ل B إلا من خلال D:

• هذه المساهمة ليست دعوة للتشائم، أو للتراخى والتواكل وعدم القيام بأى عمل والجلوس منتظرين حدوث الشئ المُقدر لنا، فكما جاء فى قول منسوب ل مصطفى محمود "إذا نزل مؤمن وكافر إلى البحر فلا ينجو إلاّ من تعلم السباحة، فالله لا يحابي الجُهلاء، فالمسلم الجاهل سيغرق والكافر المُتعلم سينجو."، أنا فقط أردت التنويه لشئ بسيط، وهو أن: سعيك المُستميت وراء شئ لم تنلهُ بعد كل ما بذلت من عناء وجهد، لا يعنى أن تدفع بنفسك للتهلكة أو للإنتحار على سبيل المثال أو إيذاء نفسك بأى شكل من الأشكال..، (قدرُ الله ما شاء فعل).