اشارككم قصة كتبتها وارغب بالحصول على آرائكم من حيث المضمون واسلوب الكتابة مع الشكر

لم تمضي علي معرقتنا عدة أشهر عندما علق لي علي حالاتي بإنستغرام قائلًا :

-يبدو هذا الطعام شهيًا، هل أنتِ من أعدتيه ؟

-نعم أنا، شكرًا لك !!!

-لدي رغبة شديدة في تذوقه

-لا يستحق كل تلك الشهية

-مارأيك بنزهة قصيرة، تعدينه لي وأحكم أنا ؟

لحظات من الصمت والإندهاش، أتذكر أننا تعرفنا منذ شهرين تقريبًا عندما كنت أحضر أحد المؤتمرات الهامة وهو كان أحد المتحدثين، فهو شاب وسيم، طموح، ملهم، وناجح! عندما قمت بحديث صحفي معه، لم يكف عن الحديث الشيق الذي كان كالموج الذي يأخذي إلي أبعد الاعماق، وويلًا لذوقه الشديد وجرأته عندما طلب رأي حول الموضوع الذي كنت أسألهُ عنه، لم يكن حديثًا عاديًا، بل كان حوارًا ممتعًا لم أريدهُ أن ينتهي أبدًا.

بعد تفكير عميق وإدراكي أنني علي ان أجيب :

-وما أدراني أنك لن تخطفني

-لا أريد مصيبةً فوق رأسي !

-وماذا إن كنت قاتلًا متسلسلًا ؟

-سؤالًا في غاية الاهمية، قد يكون معك حق بالفعل !

-إذًا لا نزهة مع قاتل متسلسل.

أنكسر قلبي بعد أن قرأ الرسالة ولم يجب عليها، هل كان حقًا عليا المزح بهذه الطريقة ؟ هل كنتُ قابلت فورًا، لماذا يريد أن نذهي في نزهة سويًا أصلًا هل أعجب بي كما أعجبت انا به؟

في اليوم التالي ذهبت لعملي وكنت حزينة كثيرًا، لكن أنشغلت بالزميلة الجديدة التي ستنضم لقسم التدوين الشخصي والذي أخذت تحكي عن تجارب سفرها وأن للسفر مليون فائدة ليس 7 فقط، هل علي أن أذكر أنها ذهبت لأماكن لم ولن نسمع عنها من قبل تشبه الأساطير الخيالية، وأن باريس ليست أجمل ما في فرنسا وأن اللوفر به سحرًا آخر غير الموناليزة.

أنا شخص أحب عملي كثيرًا، وهذا هو أفضل ما فيه أنه يكشف لنا العالم بكل أسرارهُ كأننا طفل صغير يكتشف الكون من حوله.

بعد أن مر الوقت، ذهبت إلي بيتي لأتلقي أجمل دعوة بحياتي :

"دعوة للتنزه مع قاتل متسلسل، غدًا في الخامسة مساءًا إلي أحدي الشواطئ الخيالية لتكن الجريمة هذه المرة غرق فتاة شابة، لا تتأخرين وأرتدي الفستان الذي تُحبين"

أرتديتُ فستاني سمائي اللون، ووعت بعض أحمر الخدود ووردتُ شفتاي، لا لن أرتدي كعبًا عاليًا فالرمال لا تلمسها إلا الأقدام وفقط، بل أكتفيتُ بحذاء في غاية الرقة.

عندما دقت الرابعة حائت السيارة كما قال لي، لأنني لا أعرف المكان الذي عندما وصلت لهُ، شعر قلبي وكأنني أخيرًا أعيش أحد الأساطير وأنا بطالتها.

أنها الخامسة ليس وقت الغروب لكن لا وجود لآشعة الشمس، تملأ السحاب كل الانحاء، وهناك رياح خفيفة التي تلمس وجهك فتجعلك تبتسم، هل ألطف من ذلك !

تري عيني رمال يجلس عليها شاب جذاب وسيم حول مائدة أعدها هو، من بينها باقت زهور وردية اللون وبعض الانوار الصغيرة التي تزين المكان، وهناك صوت الأمواج الذي يناشد القلب في أن ينبض أكثر وأكثر.

بإبتسامة صغيرة أبتسمتها انا فابتسم هو لتكون أجمل نزهة مع قاتل متسلسل في حياتي.