السلام عليكم. كما قرأتم في العنوان, ذلك الكتاب غير حياتي, جعلني أشكر الله على 'الألم'.

الكتاب من أحداث واقعية, كتبه طبيب كان يعالج مرضى الجذام.

يذكر مؤلف كتاب هبة الألم في كتابه قصة عجيبة عن نعمة الألم والقصة كالتالي (يقول الدكتور كانت مريتي تانيا Tanyaبعمر أربعة أعوام ذات عينين سوداوين لامعتين وشعر مموج وابتسامة لعوب . كشفت عليها في المستشفى الوطني للجذام اختبرت كاحلها الأيسر المتورم ووجدت أن الكاحل يتحرك يمنة ويسرة ممايدل على انفصاله التام عن الساق . جفلت لحظتها من هذه الحركة الغير الطبيعية ،على العكس من تانيا .استأنفت إزالة الضمادات وسألتها من رغبتك في شفاء هذه التقرحات أيتها السيدة الصغيرة ؟))وأكملت الفتاة قائلا:((لابد لك من ارتداء الحذاء مجددا )ضحكت تانيا وضننت أنه من الغريب أنها لم تتألم خلال إزالتي اللفافة الملتصقة بجلدها . لما أزلت الضمادة الأخيرة وجدت تقرحات ملتهبة فظيعة في باطن القدمين .جسست الجروح بحذر شديد مختلسا النظر إلى وجه تانيا متطلعا لردة فعل. إلا أنها لم تظهر شيئا من ذالك. كان المجس يندفع بلا صعوبة داخل الأنسجة اللينة المتهتكة حتى إني استطعت رؤية اللون الأبيض البراق للعظم المكشوف . ولم تظهر تانيا رد فعل حتى الأم .وقفت حائر أمام إصابات الطفلة لتحكي لي والدتها قصتها كتالي (عنذما كان عمرها في السابعة وعادة ما أضعها في الغرفة التي أكون فيها إلا أني تركتها ذالك اليوم في قفص اللعب وحدها لأجيب عن الهاتف جلست هادئة وعليه قررت إعداد الغذاء .وكانت فرصة لها للتغير لتلعب مع نفسها،وكانت سعيدة بذالك إذ كنت أسمع ضحكتها ومناغاتها . ابتسمت متسائلة عن المشاغبة الجديدة التي بدأتها . ذهبت لغرفتها لأجدها جالسة على أرضية القفص ترسم دوائر بأصابعها على المفرش البلاستيكي الأببض . لم استوعب الموقف بالبداية ؛إلا أني لما دققت النظر صرخت كان موقفا مريعا. أنمل إصبع تانيا كان مبتورا وينزف وكانت تستخدم دمها لرسم تلك الرسومات على المفرش .صرخت :(تانيا ما الذي حصل ؟)ابتسمت تانيا ابتسامة عريضة لأرى خيوطا من الدم على أسنانها لقد قضمت تانيا طرف إصبعها وكانت تلعب بالدم ) . قلت أنا (يوسف النقدي :القصة لازالت طويلة لكن الغاية منها أن الطفلة كانت مشكلتها وهيا أنها لا تشعر بالأم ولذالك تأكل أصابعها وتضرب جلدها ولو كانت تشعر بالألم لما فعلت ذالك إذن فالدواء المناسب لها هوا (الألم)ومع ذالك سبحان الله نحن عندما يصيبنا الألم قد نسخط أو نحزن ولا نعلم أن هاذا الألم هناك من يتمنى أن يحصل عليه ولا نعرف قيمة مانحن فيه إذ كم من المواقف المحزنة كانت سبب في فرح أحدنا حياته كلها وفي هذا أختم بقوله تعالى (إن مع العسر يسرا).

أنصحكم بقراءته. وداعا.