مثلما يحمل المتفلسف همّ "سؤال المنهج"، عليه أن يحمل كذلك همّ "سؤال المعجم"، مجموعة من المصطلحات يصبو بها إلى "المفهوم"، بالكدّ والسعي في منحها معقولية خاصة. هذا ما أقرَّ به الفيلسوف الأميركي ريتشارد رورتي. يكون ذلك بالتنسيق بينها دون أن يؤمن بالضرورة بالنسق؛ على شاكلة الرواقيين، وبانعكاس مرآوي، ما ينطبق على نظرية الوجود ينطبق كذلك على نظرية المعرفة وأيضاً على نظرية القيم، أو ما ينطبق على الفيزياء ينطبق كذلك على المنطق وعلى الأخلاق. كل متفلسف له مجموعة من المفاهيم هي بمنزلة مفاتيح يفتح به خزائن الفكر والأبواب الموصدة والمستعصية على الفهم البشري من جُملة المعطيات الوجودية والإنسانية. كل متفلسف له معجم، ولا بد من ذلك، هو بمنزلة خريطة ننتقل بها داخل حاضرة الأعمال

المشيَّدة (مثلاً: فوكو والابستمي والأركيولوجيا والمعرفة والسلطة؛ دولوز والجذمور والشخص المفهومي ونظام المحايثة، إلخ).

كذلك، ما أحاول تقديمه هو مفاتيح تبتغي المفهوم والفهم، وهي غير مكتملة لأنها في تحسين مستمر ومراجعة دائمة؛ بعضها تحيين لمصطلحات من التراث العربي الإسلامي (الصوفي خصوصاً)، بعضها اقتباس وأقلمة لمصطلحات عريقة، بعضها الآخر نحت خاص، إلخ. بعضها ذو نبرة تأويلية وبعضها الآخر ذو نفحة تفكيكية وبعضها الآخر ذو مسحة تداولية، حسب المقامات وسياقات الاستعمال والضرورة. هذه قائمة بأهم ما يمكن مصادفته في بعض كتاباتي، هي مفاتيح أستعملها في قراءة المواد التي أشتغل عليها: الثقافة، فقه الصورة، رؤية العالم، نظريات التكوين والفعل البشري، المثاقفة والتواصل، إلخ. هذا يُساعد أيضاً من نذر نفسه لقراءة أعمالي مشكوراً، في شكل مقال نقدي أو أشغال أكاديمية.

للتحميل: