مضى من الوقت أكثر مما يمكن إحصاؤه أو بالأحرى لم يعد مهما إحصاؤه .. فقد كان كل شيء بعد ما حدث مجرد إنتظار لنهاية ما ...حتى كونها سعيدة لم يعد مهما ..... في ظروف عصفت بكل شيء جميل عاشه ذلك الطفل الثلاثيني لتبدد حلما ما فتئ أن صار في السماء يلوح .... لم يعرف أحد منا ما كان يتحدث عنه وكنا في نفس الحيرة التي أنت فيها الان ... عقولنا تطارد قصاصات كلمات وحروف , لتجمع شيئا مفهوما على الأقل لكن عيوننا كانت تفضحنا كما تفضحك عيونك الان ....ثلاثة ربما أو أربعة لا أذكر بالتحديد ...فقد كان العدد مهولا .... أجل ....ثلاثة الاف أو أربعة تأكل ضوء الشمس الساطع في الأفق ويغير ظلامها ووطأة خيولها على كل سكينة عرفتها هاته الأرض .... لم يكن للأمر علاقة بما فعله الراعي ولا بما إقترفه متعهد الموتى ولابحريق المخبز في الأسبوع الماضي .... كل ما هنالك أن القدر أرسل نفره إلى أرض العمالقة ليخبرهم أن لا سبيل لهم للموت بسلام. فما علمت نفسي أحد النفر أو العمالقة ... أو ربما أنا القدر ذاته ....يئن بكل غضب ويبكي بكل شغف .... يرى ويرى ويرى ...ضوء الصباح قد حل ... لينتظر الليلة التالية ويتم حلمه أو كونه حلما .