«لا تكذب أبدًا، فكلما كذبت سيطول أنفك أكثر، وإذا تماديت أكثر سيزداد طولًا إلى مالا نهاية، حتى تصبح مثل Pinocchio».

هكذا كانوا يخبرُنا طوال الوقت ونحن أطفال صغار ما يجرى لـ «Pinocchio - بينوكيو»، تلك الدمية الخشبية الشهيرة.

ربط الكذب بكبر الأنف، فكرة إيطالية، أبدعها كاتب القصة الأصلية، الأديب الإيطالي «كارلو كالودي»، والذي ذاع صيته في القرن التاسع عشر، وعرف عنه إجادته لكتابة الروايات الخرافية.

فـ «بينوكيو» ما هي إلا مجرد قصة إيطالية قصيرة، صدرت في عام 1881، لتحقق نجاح ساحق، وتحصل على مكانة كبيرة في الأدب الإيطالي، لكننا عرفناها من نسخة «والت ديزني» المنتجة عام 1940.

من الجميل قراءة القصة الكاملة حول «بينوكيو» ومغامراته. ومؤخرًا، قرأت ترجمة عربية للقصة الأصلية من أجل المتعة، كانت تحت عنوان: «بينوكيو: قصة دمية متحركة» من ترجمة «يوسف وقاص».

ومن المدهش أنني استمتعت بها، بل وأعجبتني أكثر من الفليم الشهير لـ «والت ديزني»، فالقصة غريبة بما يكفي، وخيال المؤلف غير مقيد بحدود فكرية، والحكاية الأصلية هي أكثر قتامة بكثير وأكثر تسلية.

القصة في الأصل كتبت كسلسلة لأحدى الصحف، لذا فإن سرد الرواية يتبع هذا الشكل: كل أربعة فصول يجد «بينوكيو» نفسه في فوضى كبيرة المرة تلو الأخرى، ولا يستطيع أن يخرج منها ما لم تكذبه الجنية الزرقاء.

على الرغم من أن «بينوكيو» كان شقيًاجدًا ، وأحيانًا يجعلني أرغب في صفعة؛ لأنه استمر في فعل أشياء سيئة، فضلًا عن عدم احترامه لمشاعر «جيبيتو»، لكن هذه القصة تقدم دروسًا جيدة جدًا، حتى أدركت أنني كنت وحش عندما كنت صغيرة، لذلك يمكني القول أن هناك دمية صغيرة سيئة موجودة في كل واحد منا.

وقد لعب المترجم دور كبير في النسخة العربية للحفاظ على نسق الرواية، حيث كافح من أجل الحفاظ على القصة في شكلها الأصلي، ووضع تركيبة الجملة، واختيار الكلمة بشكل متسلسل.

في النهاية، لا أستطيع أن أقول إن كان لديك أطفال فهذه القصة لهم. كل ما يمكنني قوله هو أنني قراءتها، وأنا مثل الطفلة العملاقة. حيث يمكن للبالغين والأطفال الاستمتاع بها على حد السواء. الرواية بحق جميلة، وتستحق بعضَا من وقتك؛ لذا أرشحها لكم لتكون ضمن قائمة القراءة خلال 2019..