تعد رواية 1984 من أكثر روايات الديستوبيا تداولاً وإنتشاراً على مر العقود منذ صدورها 1949 ومرواً بـ 1984 (لم يحدث ما كان متوقع) وإنتهائاً بوقتنا الراهن، فهي مثل روايات الديستوبيا تتبنى وجهة نظر بائسة، بل شديدة البؤس، عن المستقبل إلى ما سيؤول إليه، فهي تتبنى وجهة نظر مجتمع شمولي إبتدأ في بادئ الأمر بإنه إشتراكي وهكذا تدرج الأمر إلى أن إنقسم العالم إلى مجموعة قوى رئيسية تتحكم به، وهي في صراع دائم لا ينتهى ولن ينتهى، فلقد وصلت الطموحات الفكرية البشرية (الإجتماعية والإقتصادية والعلمية) إلى ذروتها وأصبحت الحاجة الإنسانية تتوقف على إنشاء جنة أرضية مصغرة لهؤلاء الذين يتحكمون بكل شئ (وهي الحزب الداخلي).

تهجو الرواية بشكل واضح وصريح الفكر الإشتراكي والشيوعي والإفراط في السلطوية التي، على حسب الكاتب، قدد تحول تدريجياً إلى سُلطة عقلية تتحكم في أفكار الناس في ماذا يفكرون وفي ماذا لا يفكرون وهو الذي يطبق على الطبقة الداخلية للحزب، ويتعدى الأمر حدود الفكر ويتخطى حاجز الزمن، ويتحكمون به عن طريق تزوير والوثائق التاريخية وتغيير الجرائد والمجلات والكتب بصورة دورية تتفق مع الحاضر بس يكون الماضي دائماً هو مرة للحاضر ويتحتم على المواطنين في أوقينيا (الأمريكتين وإنجلترا) تصديقها تحت ما يسمى إزدواجية الفِكر، وهو تصديق وإنكار نفس الشئ!

ومن هذا المنطلق أصبح العالم الحاضر والماضي والمستقبل هو ملك للأخ الكبير، المتحكم في كل شئ، والذي يجب يحبه الجميع لأنه كل شئ وينتهي الأمر بـ وينستون مقتولاً في حبه!

لم أرد الإطاله أكثر من هذا وهذه أفكار متشرذمة عن الذي قرأته وإستنبطة وأرجو أن يكون شُعلة لبدأ المناقشة حول هذه الرواية الرائعة.