حسنًا، هذا اسم الكتاب، لن أضع لائحة بكتب فعلًا ألتهمت والدي، أو سأفعل....

تتحدث القصة عن الفتى إلياس بونفين، القارئ النهم الذي دخل عالم الكتب باحثًا عن والده الذي تاه في ذلك العالم، تبدأ أحداث القصة فتعطينا لمحة عن أسلوب رائع في الكتابة لم يستخدمه الكاتب بشكل واضح فيما تبقى من صفحات إلا نادرًا، ربما هذه البداية هي نوع من أنواع طرق جذب الكاتب القراء لقراءة بقية كتبه، تتضمن القصة عدة شخصيات وأحداث تبدو واقعية جدًا، الجدة الحنون والأم الصارمة والأب الخيالي والصديق الطيب والفاتنة ذات العيون الكستنائية، وتتضمن القصة بعدًا سيكولوجيًا واضحًا في شخصية البطل ومنهجًا في التفكير أود أن أقتبسه منه وهو المنهج الذي يسير على منواله إلياس بونفين، رغم أن هذا المنهج أفضى به إلى التحول إلى كتاب آخر، وينتهي الكتاب بحكمة جميلة ورائعة.

أحداث الكتاب تدور حول إلياس بونفين وتفاعلاته مع الكتب التي يقرأها وأغلبها كتب مشهورة مثل الجريمة والعقاب، فهرنهايت 451، جزيرة الدكتور مورو، ودكتور جيكل ومستر هايد، وتأثيرات هذه الكتب على تصرفاته الواقعية متمثلة في نظرته لصديقه والفاتنة، وفي تفاعلاته مع صديقه الطيب الحكيم، وتأثيراتها على عقله في خيالاته وتفاعلاته في عالمه الخيالي مع شخصيات هذه الروايات حيث تمثل هذه التفاعلات العملية التي يصل بها الفتى لإستنتاج آراء وأفكار عن العالم من قراءة الكتب، أكثر ما يعجبني في هذه القصة هي أنها تمثل إحدى المراحل التي مررت بها كقارئ، تلك المرحلة التي أتخيل فيها تفاعلاتي مع شخصيات الكتاب، لا أدري لماذا توقفت يومًا عن تخيل مثل تلك الحوارات، ولذلك أعتقد أني سأحاول أن أعود لهذه العادة الجميلة مجددًا، وبالتأكيد لا ننسى الحكمة الأخيرة في الرواية: لا تقرأ لحفظ الروايات بل اقرأ حتى تطبع هذه الروايات بصمتها في شخصيتك وأعد تقييم ماضيك وحاضرك ومستقبلك.

والآن، ما هي الكتب التي قرأتها فطبعت في نفسك ذلك الشعور بالنوستالجيا؟ هل تمتلك عادة ما عند قراءة الكتب الروايات؟ هل ألتهمتك الكتب أو تعرف شخصًا قد ألتهمته الكتب؟