كانت بداية علاقتي بأحمد مراد في رواية تراب الماس. وهي كما تعلمون من أقوى ما قدّم أحمد مراد، إن لم يكن أقواها على الإطلاق. حقيقة أُعجبت بأدبه كثيرًا ورأيت فيه نتيجة طبيعية لجيل نشأ على القراءة، وخاصة أن أحمد مراد تحدث عن أبويه، وأن الهدية الرئيسية – وربما الوحيدة – كانت دائمًا ما تكون كتاب. (هي نقطة تربوية هامة، بدأت في تطبيقها مع أبنائي مؤخرًا بالمناسبة)

المهم، أعجبتني تراب الماس كثيرًا، ودفعتني دفعًا إلى التهام مكتبة أحمد مراد الصغيرة – حينذاك – والتي كانت تحوي 4 روايات فقط. فكانت التالية فيرتيجو، ثم الفيل الأزرق، وختمت بالرائعة 1919.

حقيقة أكثر ما أعجبني كان رواية 1919 وشعرت أنها موجهة بشكل رئيسي إلى الشباب الثوري، وكيف يجب أن يكون التعامل مع الثورات، وكان ذلك ممثلاً في الشخصية الفذة للمجاهد أحمد عبد الحي كيرة.

بعدها ظهرت (أرض الإله) وهي كفكرة قومية لتأصيل عقيدة التوحيد لدى المصريين، ولكن كان فيها الكثير من المخالفات مع نصوص قرآنية صريحة، تتعلق بقصة سيدنا موسى في القرآن، والتناول المختلف – المخالف للقرآن – الذي تناول الكاتب به القصة.

ثم جاءت موسم صيد الغزلان

حقيقة لم تعجبني على الإطلاق. مزيج مستفز من الجنس والإلحاد وتناسخ الأرواح والديستوبيا بشكل اضطرني للتوقف. رواية موسم صيد الغزلان لم أفهم منها مقصد الكاتب. على الرغم من توضيحه أن غرضه هو تفتيح الذهن وإثراء الفكر بكسر كل الحواجز، ولكن لم أبتلعها على الإطلاق.

لو كان للرواية ثمة نجاح، فالأمر مرجعه إلى أحمد مراد نفسه. لقد جلبت الرواية لأنها لأحمد مراد، وليس لأن العنوان جذبني، ولكن صُدِمْتَ حينما قرأتها، ليس لمحتواها فحسب، ولكن كذلك للغة أحمد مراد الثقيلة في الرواية، وقد عوّدنا أن تكون لغته سلسلة، سهلة الهضم.

في رأيك، إلى أين يذهب أدب أحمد مراد؟ إلى الأعلى أم إلى الأسفل؟