الحشو في البلاغة هو : تكرار الجمل المترادفة والإكثار من الكلمات الّتي تعطي نفس المعنى.

أمّا ما أتكلّم عنه هنا هو الحشو في عدد الكتب ، لا أكاد أدخل المكتبة فأجد أمامي آلاف الكتب ، أُمضي حوالي أسبوع كامل في القراءة لأتعرّف على كتاب يحوي على الفائدة الّتي أنا التحقت القراءة لأجلها.

بدأ إصدار الكتب بغرض كسب الشهرة والمال والمشكلة أنّ بعض النّاس يقرأون تلك الكتب ويقولون : ( لم نستفد منها ، القراءة مضيعة للوقت ) ، فعلًا كلامهم صحيح ، ولكن ليس بصفة عامّة ، بما أنّهم قرأوا تلك الكتب الزّائدة والتي جميع صفحاتها منسوخة ومحشوّة بلاغيًّا فبالطّبع عندها سيجدون أنّ القراءة مضيعة للوقت.

ليس الحال فقط مع القصص والروايات ، إنّما الكتب العلميّة كذلك ، الّتي تجعل صفحاتها دعونا نقول " سمينة " بالبحوث والفكرات ولكن في الآخر تجد أنّ المعلومات العلميّة محدودة جدًّا ومحصّلة ما استفدته تختلف بين هذه الكتب فمنها حتّى الّتي لم تستفد منها شيئا من الناحية العلمية ، وأحيانًا يأتيني الشعور بأنّ ما عليّ القيام به هو تمزيق ذلك الكتاب ورميه.

الكتب المفيدة والقيمة بدأت تشكّل نسبة حوالي ( كتاب واحد مفيد : مئة وخمسون كتاب غير مفيدة ) أيّ 1 : 150 ، وهو ما يشكّل العديد من الأضرار على القارئ :

الملل من القراءة.

صعوبة إيجاد كتاب مفيد يحقّق الهدف السّامي من القراءة.

إذا كان القارئ مصرّ على إيجاد كتاب مفيد سيسبّب له ذلك مضيعة كبيرة في الوقت.

كيف يمكن تجنّب حشو الكتب في المكتبات ، هل الرقابة تنتبه لهذه المسألة ؟؟؟!