أولًا الكتاب من إصدار مؤسسة هنداوي، شكرًا لهم، وهذا رابط الكتاب

https://www.hindawi.org/boo...

الكتاب قديم قليلًا فهو يعود لخمسينيات القرن الماضي، ولكن الحقيقة لا يعيبه قدمه إلا في أسلوب كتابته وعدم الإستشهاد بمصادر على شكل روابط وهكذا مما أنتشر في الوقت الحالي، يتخذ الكاتب منهجية في دراسة التاريخ العربي هي منهجية علمية بالدرجة الأولى حيث يعتمد على الآثار والنقوش ويتجنب الإعتماد على الشعر العربي والروايات العربية لما ثبت من مخالفتها للنقوش المكتشفة في أغلب مواضعها، ولكن يعود في مواضع كثيرة للإعتماد على روايتها بعد التنويه على أن هذه الرواية مستقاة من روايات العرب لأنه لا يجد ذكر لها سوى عندهم، منها قصص الحروب والأيام والقصص التي لم يرد تفصيلها في القرآن، والذي يتخذه الكاتب مرجعًا أساسيًا وصحيحًا للأحداث قبل الإسلام -وله الحق في ذلك الحقيقة.

يبدأ الكاتب كتابه بتمهيد بسيط يوضح فيه أساسيات البحث ويبدأ بموضوع كبير هو "موطن الجنس السامي الأول" وفي هذا الموضع يعتمد على التوراة وقصص العرب، ولكنه يوضح أيضًا الآراء الأخرى مثل أن موطنهم أفريقيا لتشابه اللغات، والرأي الحديث وهو أن موطنهم أواسط الجزيرة العربية ويرجع ذلك الافتراض إلى الجهة اللغوية وطريقة التفكير والتشبيهات والاستعارات واتحاد العقلية -وهو دليل ضعيف في رأيي-، ويوضح فكرة جميلة جدًا وهي:

بلاد العرب الموطن الأول للساميين، فمن الصعب أن يتحول تفكير قوم من طور الرقي الزراعي إلى البداوة، وأنها كانت أكثلا خصوبة مما هي عليه الآن، وكانت تشبه حوضًا إذا أمتلأ بالسكان فاض بالبشر في موجات هجرية تحدث كل الف عام وتبدأ ب3500 ق.م

وبهذا يفسر إنتقال العرب للعيش في بلاد العراق في 3500 ق.م وهجراتهم المتكررة إليها التي يؤكدها التاريخ عن طريق الأسر الملكية التي كانوا يقيموها هناك، وهجرة أخرى 2500 ق.م إلى الشمال في بلاد سوريا والبحر المتوسط، 1500 ق.م إلى فلسطين حاملة الآراميين والعبريين، 500 ق.م هجرة الأنباط إلى الشمال الشرقي من شبه جزيرة سيناء، 600 م الفتوحات الإسلامية.

ثم يذكر أصل كلمة عرب وتعود للصحراء في رأيه، ثم ينتهي التمهيد ويبدأ الفصل الثاني في الكتاب الذي يتحدث جغرافية بلاد العرب ومدنها وأجزائها وفقًا لتقسيم العرب لها وبعض الملاحظات الطبوغرافية -مهما عنت تلك الكلمة-، وينتقل لجيولوجيا بلاد العرب ومناخها ونبات بلاد العرب وحيوان بلاد العرب وهكذا ينتهي الفصل الثاني.

ويبدأ أول الفصول الهامة وهو الفصل الثالث الذي يتحدث فيه عن الشعب العربي والتقسيم المعتاد إلى عرب بائدة وعرب مستعربة وعرب عاربة، ويفرد قليلًا من ذكر العرب البائدة اعتمادً على روايات العرب والقرآن والتوراة، ويقول تم إكتشاف آثار لثمود مثل قصر البنت وقبر الباشا والقلعة والبر -اذا لدى أحدهم مصادر فليخبرنا-، ثم يذكر العرب العاربة والمستعربة والإختلاف في الاسم وما يشوبه من غموض، وتدهور اليمن أرض العرب العاربة وإرجاعه لإختلاف طرق التجارة وتذبذب اليمنيين بينها مما أدى لإهمال سد مأرب والهجرة من جديد، ثم يفرد بعض الفوارق بين العرب العاربة والمستعربة في (الشكل-اللغة-الدين-الحضارة-الاسماء)

ويبدأ الفصل الرابع الذي أفرده لتاريخ اليمن ومملكاتها (بونت-معين-سبأ-حميرية أولى وثانية) مؤكدًا على صعوبة إعتماد المراجع العربية في دراسة تاريخ اليمن، ويبدأ الحديث عن بلاد بونت وضمها لبعض اليمن، ثم الدولة المعينية واسماء بعض ملوكها وعملهم ونفوذهم والحالة السياسية في المنطقة، ثم دولة سبأ ونشاتها وازدهارها وبعض الأساطير حولها -مثل قصة أن بلقيس من ملوك سبأ بينما هي من ملوك حمير- ثم سقوطها مع سقوط سد مأرب، وعودة اليمنيين مجددًا في شكل الدولة الحميرية الأولى والثانية واسماء بعض ملوكها وبعض أعمالهم مثل قصر غمدان ونظام الحكم الشبيه بالإقطاعي، والحالة الدينية وعلاقتها بدولة التبابعة عند العرب وأشهر ملوكها ذو نواس التي تتفق فيه المراجع العربية مع اليونانية، ثم أسباب سيطرة الحبشة عليهم مجددًا ثم الفرس والتي ترجع لأسباب دينية سياسية.

ويفرد بعد ذلك فصلًا لكل دولة من دول الشمال، يبدأها بدولة الأنباط وأصل التسمية ووصفها وتاريخها وذكرها في المراجع، وبعض مظاهر حضارتهم مثل قبر ملك وهو"امرؤ القيس" ولغتهم وخطهم وديانتهم ومن آلهتهم ذو الشرى -الشراء-، ثم ينتقل إلى الفصل السادس ويتحدث عن مملكة تدمر وأشهر ملوكها -منهم ذنوبيا- وسبب التسمية وتاريخها وتاريخ ملوكها وعملها بالتجارة على شاكلة بقية العرب ماعدا عرب الجنوب -صنعوا وزرعوا بعض الأشياء- وديانتها ولغتهم العربية المخلوطة بالآرامية الغربية وتأثرهم باليونان والرومان بحكم الجوار، وديانتهم ومن آلهتها "شمش" و"شيعا القوم" ثم سقوطها وبدأ الفصل السابع بالكلام عن تاريخ الحيرة، وسكانها المنقسمون لثلاثة أقسام وبعض الأخطاء التاريخية حول بعض شخصياتها الميثولوجية، ثم تاريخ ملوكها الذي تتفق فيه قليلا المراجع العربية والغربية والتي أسماؤهم شبيهة جدًا بأسماء عرب الشمال، وبعد ذكر طويل للملوك -ممتع جدًا- يتحدث عن الحضارة ونظام الحكم والجيش وتأثرها بفارس، ولغتهم العربية الشمالية والسريانية في الكتابة، ومركزها الأدبي، وديانتها الوثنية ثم المسيحية .

وفي الفصل الثامن يتحدث عن تاريخ الغساسنة وتأثرها بالروم، وأشهر ملوكها وتاريخهم وأعمالهم، وحضارتهم الكبيرة المتأثرة بالروم، ومظاهرها من قلاع وحصون ومسالح والقصر الأبيض والقلعة الزرقاء، وديانتهم النصرانية اليعقوبية ونفوذهم السياسي. ثم يتحدث في الفصل التاسع عن "كندة" وملوكها ثم في الفصل العاشر عن "تاريخ الحجاز"، وقلة ما كتب عنه والاعتماد عليه بالكامل على الروايات العربية فيذكر فيه تاسيس الكعبة وتاريخ مكة والمدينة وقصص إسماعيل وإبراهيم، ثم قصص السلالات العدنانية وزعماء مكة وتاريخ الصراع بينهم بدءًا من قصي بن كلاب، وشرح مفصل لنظام الحكم في مكة، ثم الحديث عن تاريخ المدينة وهجرات اليهود إليها، وينهي الكتاب بملخص شامل لأوضاع بلاد العرب قبل الإسلام مباشرة.

حسنًا كان هذا ملخص للعناوين الرئيسية في الكتاب، ولقد كتبت الحقيقة ملخص للكتاب نفسه ومحتواه في 17 صفحة أرتأيت أن أسأل إذا ما أراد أحد أن أرفعها مقسمة على الموقع لمن لم يرد الإستفادة، أو أراد ملخص يرجع إليه عند الحاجة، اذًا هل من المفيد مثل تلك المراجعات للكتب؟ وهل لديك أي أسئلة عن تاريخ العرب قبل الإسلام تتوقع أنه لم يجب عليها في الكتاب؟