قبل قراءة هذا الكتاب أظن أن الكاتب بسيط، بشكل ابسط قليلًا من بقية كتاب القصص القصيرة من يدري، سأحاول تتبعه بكل روحي وعقلي لأكتشف ما عاشه.

لا يمكن أبدًا للكاتب أن يخبرك في أي من قصصه بالقصة من أولها، فهو يبدأ من نصف الأحداث ثم يعود بفلاش باك إلى الخلف ثم يكمل مجددًا، سينمائي جدًا.

لا تقاس الموهبة بما أنجزه بل بما كان يمكن أن ينجزه.

قصة ثلوج كلمينجارو لا تتحدث عن الشهامة أو الرجولة أو أي شئ، بل تتحدث عن أسوء الصفات التي قد يتصف بها رجل والتي تظهر عليه عندما يقترب من الموت، فتظهر كم الخيانة والتلاعب بالألفاظ والكذب على أمرأة تحبه بحق، وأن الإنسان يهدف فقط للنجاة بنفسه متجاهلًا كل شئ، او هكذا كان الكاتب، وبينما نجد شخصيات ملائكية في حياتنا فأننا نقتل هذه الملائكة بغرورنا وطمعنا، فيضحون بأنفسهم من أجلنا وعندما يستنجدون بنا لا يجدونا، نحن غدارين، ربما يبدو أمرًا بديهيًا، ولكننا غدارين بحق، يحكي الكاتب قصص عايشها وقصص تخيل انه يعيشها، فينطلق ببساطة سينمائية ليضع قصة غير عميقة بل سطحية ومثيرة للغضب، فبطلها هو نفس الكاتب في وقت ما من حياته، مفعمًا بأبشع الصفات وأضعفها، ربما تجعلك النهاية تحزن وربما تجعلك تغضب، ولكنها بالتأكيد ليست النهاية السعيدة التي كنت تتمناها، ربما هناك بعض التلميحات في القصة التي لم أعر لها الكثير من الانتباه، مثل مثلًا حشرجة الضبع البشرية، والتي لم أفهم مضمون الإشارة لها.

قرات عدة قصص قصيرة لهذا الكاتب، اعتقد أنها كلها سطحية ومحملة بعرق الحرب، فيبدو أن الكاتب يكتب من منطلق محارب حارب حتى الرمق الأخير -وهو كذلك بالفعل- ولا تختلف قصصه عن أي من قصص المحاربين الآخرين، لذا أعتقد أن رواياته أفضل من قصصه طالما أنها ستكون مكشوفة بشكل أقل، يبدو أن هذا الكاتب يتحدى نظريتي حول طول القصة، فكلما قصرت قصصه ظهر المعنى واضحًا، وكلما طالت ظهر المعنى أقل وضوحًا، يبدو أنه يكتب ليرسل مشاعره بجرأة كما هاري في ثلوج كلمينجارو، فهو يكتب فقط لأنه يريد أن يرمي بفيضه، لا أن يخفي مشاعره في الكتابة، يبدو أكثر جرأة من الروائيين الغامضين، أه تذكرت اسمه "إرست همنغواي" يبدو صعبًا قليلًا لذا تحاشيت عن ذكره.