يقول أصدقائي المثقفون أنهم لايتصورون كيف يمكنني المساواة بين الكتاب الورقي والالكتروني !!

أصدقائي يخبرونني أن للورق عطر ورائحة لا يعرفها إلا العاشق الولهان. أستغرب للأمر تماما، وأتساءل في ذهول: هل يقوم أصدقائي بقراءة الكتب كما أفعل، أم أنهم يستخلصون من أوراقه عطرا يتزينون به في مناسباتهم الرسمية.

يخبرونني أن ملمسه أخاذ، وأن معاجم اللغة لم تستطع بعدُ إبداع كلمات تصف الاحساس المتولد عند تصفح أوراقه وتقليبها. يضيفون في نشوة غامرة (مع قدر من الاستهزاء والتحقير المرافق) وكأنهم قد وجدوا ماسيقصم ظهر الكتاب الإلكتروني: إن حفيف الأوراق عند تقليبها بين دفتي الكتاب التقليدي لأمر يبهج النفس ويطرب الأذن ويدفئ الصدر ... أجدني قبل أن ينهوا كلمتهم هذه قد وضعت تصورا كاملا لتطبيق يضيف صوتا يحاكي ماتكلموا عنه بالتحديد، وأعتقد جازما أن أي مطور تطبيقات -محترف كان أو مبتدئ- لن يجد صعوبة بالغة في تطوير منتج مشابه. لا أريد أن أفسد عليهم لذة العز والتمكين والنصر المبين... (لكنني في الحقيقة أفعل ذلك بكل أسف).

الأمر الوحيد الذي أتفق معهم بكل تفاصيله، هو أن مكتبة منزلية رائعة تحتوي على مختلف الإصدارات والمجالات المعرفية مرفوقة بقطع فنية عتيقة، ستكون إضافة رائعة لزينة المنزل وجماليته. مكتبة عامرة كهذه تصلح بالأساس في المناسبات والزيارات بين الأصدقاء ذوي الثقافة والمجد. إياك أن تترك الفرصة تمر دون أن تأخد بيد ضيفك في زيارة مباهاة وتفقد لأحوال الكتب المرصوصة بعناية على رفوف مكتبتك الورقية ... إياك أن لا تفعل.

خلاصة: الكتاب الورقي شاعري والكتاب الالكتروني عملي (ربما في هذا القول تحامل بيِّن على الكتاب الورقي ... ألاتعتقد ذلك؟)

صديقي العزيز، قبل تطعن في هذا النوع أو ذاك، وقبل أن تدخل جدالا مع أي كان، لا تنس أن تقرأ أولا... لأنك إن لم تفعل فستكون أول من يطعن في الإثنين معا.