مراجعة كتاب    (انتصار الحضارة "تاريخ الشرق القديم")

الكتاب من تأليف (جيمس هنري برستيد) مكون من 300 صفحة مقسمة 7 فصول من ترجمة المركز القومي للترجمة في القاهرة..يتناول تاريخ الشرق القديم بل بداية جمع الغذاء وكيف ارتقت وتطورت المدنيات القديمة...الكتاب موجهه لفئة الطلاب والمبتدئين في تاريخ الحضارات.

وقبل أن نسترسل في سرد الخطوط العريضة يجب أن أوضح ماهية المؤلف ودوافع تأليفه وآرائه في حضارات الشرق التي ذاب في حبها أكثر من أبنائها.

المؤلف:-

كان (جميس هنري برستيد) دارسآ للاهوت واللغة العبرية "بدرجة الماجستير" واتجه لبرلين ليبدأ مزاولة عشقه في دارسة علم المصريات وكان أول أمريكي حصل علي درجة الدكتوراة في علم المصريات..وفي نفس العام تزوج وذهب لقضاء شهر العسل في مصر وتحول بالتدريج لفترة دراسة الآثار المصرية...وعند عودته لجامعة شيكاغو كرس جهوده لإنشاء مدرسة لعلم المصريات وأصبح أول أستاذ للمصريات وتاريخ الشرق القديم في جامعة شيكاغو ؛ وبدأ ترحاله الحفري للآثار في بلاد الشرق لمدة 20 عامآ….

محتويات الكتاب:

الكتاب يسرد الحضارة وما سبقها من عصور متناولآ أساليب المعيشة وظهور الصراع الطبقي منذ تكون المدن وبزوغ مالك ومملوك للماديات بل والمعنويات كالأديان والتصقها بالخرافات وفكرة تجسد الإله فيما قبل المسيح..وكذلك الأساليب العلمية ومدي تطورها وتأثيرها في العلوم الحديثه وكيف أنهم توصلو لأشياء لم نستطع التوصل لها بعد ؛ وأنظمة إقتصادهم وتدبير الشئون المالية للدول والإمبراطوريات؛ وهي مقسمة ل 7 فصول كالآتي:-

الفصل الأول:-

بدأت حياة الإنسان كصياد في الغابة ثم اقترن تطورا آخر وهو جمع الغذاء ولكنه أحس بعدم الرضا عن حاله وكان إحساسه هذا أهم عوامل تقدمه بل أساسها..حيث حركه فضوله ليطرح حول الأسئله عن كيف تنمو هذه النباتات واعتقد أن الأرض إله ووجب أن يصرح بالولاء كي تهبه غذاء أكثر وطرح أسئله أخري حول المعادن ؛ مثلما رأي المصري القديم المعادن تلمع لأشعة الشمس وبدأ يحاول أن يحل ألغاز الكون واحدة تلو الأخري.

الفصل الثاني:-

بدأ الإنسان بعد أن قطع شوطآ كبيرآ من التساؤلات حول ماهية الأشياء أن يصل أخيرآ لأن يكون منتجآ للغذاء علي وادي النيل مكونآ آلهته الخاصة ؛ ولكي يصل لمرحلة الإنتاج من بضعة اسئلة لم تكن بالأمر اليسير فقد بدأ يحاول ويجرب حتي توصل لاستخدام المعادن في تشكيل الفأس ومن ثم ترويج المواشي لتعينه في الزراعه ومن هنا بدأت الحياة الزراعية معتمدة علي الإستقرار ؛ والحياة البدوية المعتمدة علي الترحال ؛ ورغم وصول بلاد الشرق لمرحلة لا بأس منها من التقدم البدائي... كان الأوربيون في بودار التخلص من العصر الجليدي والانتقال للعصر الحجري الحديث وكان الرجل الأوربي أقرب للموت من الحياة..وبذلك كان ربع الكرة الأرضية (جنوب البحر المتوسط) هو منشأ الحضارات القديمة.

الفصل الثالث والرابع:-

خصص هذين الفصلين متعمقآ في تاريخ أقدم المدنيات (مصر) ؛ مع بداية عصر الإتحاد الأول وبداية التنظيم الإداري وتوحيد مصر الفرعونية وإبتداء عصر الإتحاد الثاني وتطور مصر زراعيآ والإنتقال لعصر الأسرات...وتطور المجتمع المصري في مجالات الفن نحتآ وزخرفة وتشيدآ عملاقآ..والأديان والآلهه فكان أعظم إلهين هما (الإله أوزريس والإله رع)

ومواجهة كهنة مصر لأول موحد في التاريخ (إخناتون) رغب أن يجعل لمصر إلهآ واحدآ واستطاع أن يفرض رأئيه وأغلق الكهنه معابدهم وهم ساخطون حتي وفاته وعادو للتعدد رافضين توحيد الآلهه كما رغب حتي وصلو في مراحل الإضطراب ..وتطور معتقداتهم في البعث والخلود مقترنة بالأساطير...ومع ازدياد الدافع الديني أستطاع المصريين في بدأ عصر تشييد الأهرامات..واستمرت الأحوال في مصر القديمة تترنح بين الرفاهية والإضطراب.

الفصل الخامس والسادس:-

عاد بهذين الفصلين إلي أصول السومريين وكيف نشأت أولى مدنيات العالم القديم (سومر) ومبينآ عبادات البدو وتعواذيهم التي تمثل الصلاة في الديانات العصرية..وتتكشف للقارئ المبتدئ في حضارة سومر غموض و شردو عقلي علي غير المعتاد في أي حضارة آخري خصوصآ نطرية هبوط فضائيون علي الأرض والتزاوج من الأرضيين ؛ منتقلآ إلي أول إنتصار للجنس السامي علي يد (سرجون) الأكدي ولم يحول ذلك إلي إنتهاء حضارة سومر بل إتحدت مع أكد ؛ واحترام كل منهما لآلهة الآخر وتعاقب الحروب عليهما وسقوطهم..وتأسيس إمبراطورية بابل وغموطها في علم الفلك والكواكب العشرة التي لم يصل علمنا الحديث لإكتشافها حتي اليوم..وقيام بلاد آشور ومنافسيها الغربيون...وسقوطها وقيام الإمبراطورية البابلية الحديثة (الكلدانية) والأسر البابلي لليهود متناولآ أساطير هذه الإمبراطوريات حتي هجرة شعوب الهندو-أوربية في الفصل التالي.

الفصل السابع:-

يتناول الأصول الحالية لشعوب أوربا وهجرة قبائل الهندو أوربيين وطريقة توزيعهم والعادات والصفات التي حملوها لأوربا...والأصول للشعب الآري (إيران الحالية) و ظهور الديانة الزرادشتية علي يد زرداشت الإيراني حاملآ بذلك أفكاره للديانات السماوية ؛ واحتضان الإمبراطورية الفارسية الأولي علي يد قورش للفكر الزرادشتي وقضاء الفارسيين علي الحضارة البابلية وتحرير اليهود من الأسر البابلي وازدهار الحضارة الفارسية لتعلن بذلك واحدة من أقوي الحضارات في العالم.

أتمني أن أري آرائكم :)