هذه الرواية سترافق كوابيسي طويلاً...عن الرجال الذي يذهبون لقتال اناس لا يعرفونهم لأجل أرض ليست أرضهم...

لن أنسى يوما جوفان و العاصي ، شارلوت و ألماس أفندي

ولن أعي كيف وصل العالم في يوم ما إلى ما وصل إليه من الشر والجنون ...أحياناً يبدو لنا هذا العصر الذي نعيشه هو الأكثر جنوناً في حروبه و القتل الذي يمارس في كل مكان لكن المنسي قنديل هنا يذكرنا أنه كان في يوم ما مثل الآن وأسوأ منه

رواية دسمة من العيار الثقيل كتبها المنسي قنديل بمزاج عالي جداً وطبخها كما يقال على نار هادئة للغاية و لم يكتب فيها سطراً دون داع أو لا أهمية له و يمكنني القول أنه ملك السرد بلا منازع

شخصيات كثيرة من بقاع شتى وأماكن وبيئات متفرقة جمعتها سفينةواحدة ومصير بائس واحد أخذها إلى أرض مجهولة ووضعهم مع أشخاص لا يعرفون لغتهم ولا ثقافتهم وكان عليهم أن يقاتلوهم و يقتلوهم بدل أن يُقتلوا هم ، المكسيك كم تبدو غريبة لرجل جاء من الغابة بعد أن غدر به زعيم قبيلته أو مصري من أسوان وضعته الأقدار في جيش الجهادية و رجل من الشام تبع الباشاا لكبير إلى مصر ومصير مجهول

مالذي يجمع هؤلاء؟؟...كتيبة سوداء لا تعرف إلا إطاعة الأوامر و القتال ولا تملك من أمرنفسها شيئاً

تموت بسبب الحب في أرض لا ترويها سوى الدماء لأجل امبراطورفرنسي مجنون يريد الاحتفاظ بها كأرض فرنسية وامبراطورة شابة تحاول إثبات نفسها و بناء امبراطورية لها ولزوجها الذي يقضي حياته لا يعرف ما الذي يريده في حياته حتى يقضي بحكم الاعدام لأجل خيانة بلد لم تكن بلده في يوم من الأيام

وتقضي هي في سجن قصر قد ذهب عقلها لشدة هول ما رأتها وما مر عليها في هذه السنوات القصيرة التي بدت كأنها دهر طويل

لا يمكن ألا تحزن وتذرف الدموع على مصيرها المحتوم وعلى نفسها التي سلمتها لحارسها بطريقة مهينة خوفاً و رهبة و وحدة ...كم تفعل الوحدة وتوصل إلى الجنون!...

شخصيات كثيرة وكلها تترك لديك بصمة و لا تنساها بسهولة ابتداءً من التاجر الذي حمل العبيد انتهاء بالمارشال الفرنسي بيازين

مروراً بأصغر خادم وجندي كان له دور صغير

المنسي بعث الحياة في شخصياته و أعطاها من روحه حتى عشنا معها في الرواية و كتبها بأسلوب أدبي لا يمكن مجاراته على الإطلاق