هل اختبرت يومًا قناعاتك الوجودية المُتعلقة بالعقيدة؟!.

ماذا تفعل عندما تكتشف أن الأقدار ألقت بك منذ البداية عقب لحظة ميلادك بعيدًا عن عالمك… موطنك… عائلتك… وربما ديانتك المُكتسبة من والديك؟!.

عندها ستبدأ رحلة من نوع خاص، رحلة الانطلاق إلى داخل خبايا نفسك، فى مُحاولة لفهم غرابتك وغُربتك الذاتية، وتتسائل هل تكمل فى طريقك الذي تعرفه وتألفه؟، أم عليك الرجوع للوراء لطبيعتك البكر الأولى؟.

ففي إطار من التشويق والإثارة يبحث معنا الكاتب محمود النواصرة عن إجابة لذلك التساؤل فى روايته الاجتماعية الراقصون على النار.

وذلك فى جو سينمائي بديع مليء بالأحاسيس الشخصية المُختلفة، والتي تُعلي فكرة المواطَنة كونها الأساس الحقيقي للتعايُش في أي بلد، وتتناول الفتنة الطائفية والاضطهاد الإجتماعي، من خلال اطلاق صرخات تحذيرية في وجه إعصار الطائفية المدمر.

حيث تتناول الأحداث قصة أم بدلت ابنتها لحظة الميلاد بـ طفل ذكر؛ حتى تحقق لزوجها أمنيته التي طالما راودته في أن تنجب له ولدًا ذكرًا، وخوفًا من تهديده المُستمر لها بالطلاق، بعد إنجابها لـ 4 بنات، فتقوم بـ خطوة عقبات عديدة، فالطفل مسيحي يتربى في أسرة مسلمة، والمثل حدث للطفلة، مسلمة تتربى في أسرة مسيحية، وتتوالى الأحداث عاصفة.

لم يغفل الكاتب عن رصد الأحداث الإجتماعية والعاطفية للمجتمع المصري،

فيرصد باحداث الرواية الروابط الإجتماعية والأسرية في مصر، والأشياء المشتركة بين الدين الاسلامي والمسيحي، وذلك للتأكيد علي ما يجمع بين المسلمين والمسيحيين، دون النظر الي مايفرق بينهما.

أعتمد الكاتب لغة بسيطة وجميلة وعلى الفطرة، تأخذنا تلك الرواية من يدنا فلا نشعر بالبناء المحكم الذي يحتوي على لعب بالزمن. وقد صدرت هذه الرواية عام 2007، عن سلسلة كتاب اليوم المصرية، بتقديم من الروائي د. علاء الأسواني.

رواية أرشحها للقراءة بقوة.. تمنياتي بقراءة ممتعة مقدمًا...