الف ليلة و ليلة الدمشقية

حكايات من سحر الخيال و وحي الواقع و نسج الجمال ، بطلها الرئيسي شخص كانت مهارته أن يسرد القصص و يمتع الأشخاص من حوله ..لكنه و لسبب غريب فقد هذه المهارة و صار عليه أن يستعيدها بطريق أغرب!

هنا تبدأ الحكايات بالسرد حسب القرعة وعلى كل واحد أن يحكي في ليلته قصة جميلة ومثيرة لاهتمام الجميع وهذا ما نجح فيه الجميع تقريباً - عدا الوزير السابق - و نكتشف أن كل واحد منهم ما كان يعرف صاحبه حق المعرفة و كل منهم كنز مخبوء بالأسرار

حكايات عن الملوك والوزراء والجن والساحرات و الكذبات غير الممكنة والواقعية و عن السمع والاستماع والصوت الذي نفقده و يتحول صاحبه إلى نسر كي يستعيده

وحكاية جميلة عن جني الصدى الذي صار يسمع و يعيد كل شيء

جعبة الكاتب مليئة بالحكايات التي لم يتسع المكان لسردها وتركنا متشوقين لقراءتها ومعرفتها

حتى تنتهي الحكايات بقصة تسردها سيدة لنعرف أن النساء هنّ الأروع في سرد القصص و قول الحكايات و إثارة اهتمام المستمعين بطريقة بارعة ورائعة

جو دمشق الساحر كان يعبق من كل حرف في الرواية وتستطيع استنشاق جو التوابل في البزورية و القهوة المرة من البيوت وتلمس الحجارة في الحارات القديمة و الشعور ببرد الشتاء في فسحات المنازل التي تضربها الأمطار والعواصف

غاص الكاتب ببراعة رائعة في كل تفصيل من الحياة الدمشقية في تلك الفترة حتى في الاختلافات السياسية والأحداث التي كانت تعصف في البلاد في تلك الأحيان و استطاع المرور على بعض الأحداث التي غيرت وجه البلاد و لم يعد كما كان حين كان انقلاب حسني الزعيم الأول

أسلوبه كان سلساً رائعاً وكل كلمة كانت موضوعة في مكانها بحرفية بالغة

باختصار...رواية ساحرة..