لقد أنهيت قراءة هذا الكتاب وَقد شَدَّني إليه، لدرجة أنني استمتعت بقراءته أثناء الترحال؛ فكنت أترك قراءته لحين أركب الباص أو القطار أو أي وسيلة نقل أخرى، لا أدري لِمَ كنت أفعل ذلك لكن كان ونيسي بعيدًا عن ضجيج السفر فلم أعد أحس بالمسافة..

كان جذبه كفيلم العرّاب فقد قَدَّم لي عرضًا لا يُمكن أن أرفضه! أو كجذب فيلم المصفوفة Matrix كأن خيَّرني بين الحبَّة الزرقاء والحمراء!، لن أطيل.

لأوَّل مرَّة أقرأ كتاب وبعد إنهائه أقول: هذا الكتاب يصلح لكل من يريد دخول عالم القراءة.

يحوي في طيَّاته حِكَمًا عميقة وَيسلّط الضوء على أمور تنير درب القارئ وترشده للطريق الصحيح كيلا يتوه!.

وخلال تنقّلي بين صفحاته كنت أصادف الحكمة والموعظة، الواحدة تلو الأخرى، فكنت أكتب في الملاحظات بعضها ولكن هذه ليست كل شيء، أريدكم أن تكتشفوا بأنفسكم بقيّتها وتكملة ما سأعرضه. :)

عندما بدأت بالقراءة، في الصفحات الأولى قرأت العديد مما أعجبني، لكن هذه عبّرت عمّا أشعر به:

نحن نفكر في الروايات كأماكن نفقد فيها أنفسنا، ولكن عندما نخرج منها نأخذ معنا الإلهام من شخصياتنا المفضلة. [الصفحة: ١٦]

ولهذا السبب نحن نتعلّم من القراءة وتتوسَّع مداركنا، فوجدته يقول:

الرواية ليست مدخل القُرَّاء إلى عالم القراءة.. فقط.. بل هي مدرسة الحياة التي لن يتخرج منها أحد.. هي السعادة التي بحث عنها كل الناس في زوايا الأرض. [الصفحة: ١٧]

كلّنا يعلم مدى الصبر الذي يتطلّبه التعلّم والقراءة، فلا شيء يأتي بالهيّن.. وقد يمل الشخص من القراءة أو لا يستسيغها في مُستَهَلّ الطريق، لكن ألا من حلّ؟!.

أعطِ الكتاب فرصة واصبر معه لربعه فقط.. وبعد ذلك أنت ستحكم عليه هل تشعر بالدافع لإكماله أم لا.. بمعنى مهما كان عدد صفحات الكتاب اقسمها على أربعة.. لأن القارئ أحيانا يُصاب بالكسل ويضع اللوم على الكتاب.. الصبر القرائي جيد. [الصفحة: ٢١]

وبالقراءة تكتسب معرفة لا تحصل عليها من الآخرين وهذا الغالب. لتكون بذلك مصدرًا لمعرفة جديدة وقد تكون متجدّدة!

الكتب هي مصدر المعرفة المختلف.. مختلف عن كلام آبائنا ومعلّمينا. [الصفحة: ٢٥]


لا أرغب بحرق جزء من الكتاب فهذا يكفي، وسأعرض باقِ ما كتبته في مُلاحظاتي لأنهي الأمر.. أتمنى أن تقرأوه فهو يستحق أن يُقرأ بحق. قراءة ممتعة.


الكتاب يشحننا بالمعرفة، والمعرفة تدفعنا نحو التفكير، والتفكير معول هدم كما هو طوب للبناء.. [الصفحة: ٢٥]

عندما ندرك ارتباط وتأثير الأبعاد الأربعة عند الإنسان (العقل – الجسد – الروح – النفس) لن نستغرب بعد ذلك علاج ودوائية القراءة على الجسد.. [الصفحة: ٢٩]

القراءة ليست هواية.. هي حاجة أساسية. [الصفحة: ٣٣]

لا يمكن مطلقًا لطالب المعرفة أن يتجاوز المرور على جسر القراءة والكتب، مكتفيًا بالقول إن التجربة والممارسة العملية أهم. [الصفحة: ٣٧]

لا يوجد.. كائن انطوائي قارئ.. الإنسان الحقيقي هو من يقرأ. [الصفحة: ٤٢]

المشكلة ليست في طبيعة العصر أكثر منها في طبيعة إدارتنا للوقت ولأولوياتنا. [الصفحة: ٤٦]

ليس هناك علاج صالح لكل الناس، تمامًا مثل الكتب، لا يوجد كتاب صالح لكل الناس.. [الصفحة: ٥٠]

نحن نرى كل شيء ككتاب.. أو في كل شيء كتاب.. [الصفحة: ٥٤]

الملل صديق التكرار. [الصفحة: ٥٨]

القراءة.. بركة بالمعنى الروحاني وحركة بالمعنى المعرفي.. [الصفحة: ٦٦]

الكتابة سلطة.. وكل سلطة لها تأثير بشكل أو بآخر على الوعي.. [الصفحة: ٦٨]

أصبحت النظَّارة هي الماركة الَّتي يوصف بها القُرَّاء.. [الصفحة: ٧٢]

حب القراءة لا يأتي بالتعليم. إنه شيء ينبع من داخلك. [الصفحة: ٨٦]

ليست هناك ميزة في القراءة منذ الصغر إذا لم تكن الكتب جيدة. [الصفحة: ٨٧]

لماذا نقرأ، ستكون مقالة أزلية يكتب عنها كل القراء. [الصفحة: ٩٢]

نتعلّم لنقرأ.. لا نقرأ لنتعلّم فقط. [الصفحة: ٩٤]

الكتب الجيدة حقًّا هي تلك التي تملك القوة الكافية للبقاء في الأذهان. [الصفحة: ١٠١]

من فوائد القراءة المنهجية للكتب قدرتها على تحفيز نشاط المخّ بشكل كبير وبالأخص إثارتها مراكز الخيال. [الصفحة: ١١٧]

السعي وراء القارئ المثالي كالسعي وراء حجر الفلاسفة.. لن تصل أبدًا إلى نتيجة في هذه المعادلة لأنها مغلوطة من الأساس.. [الصفحة: ١٢٨]

القارئ المثالي يقرأ بحثًا عن أسئلة.. [الصفحة: ١٣٠]

كل كتاب.. جيد أم رديء.. له قارئة المثالي.. [الصفحة: ١٣١]

القارئ المثالي يتمنّى الوصول إلى نهاية الكتاب وعدم نهايته على حدّ سواء.. [الصفحة: ١٣٢]


  • تأليف:

١. د. ساجد العبدلي

٢. عبد المجيد حسين تمراز

٢٠١٥-٢٠١٦