معظم شباب الجيـل الحالي يعرفون الكاتب المصري أحمد خالد توفيق ، بإعتبـاره كان بوابة مهمة لدخولهم في عالم الأدب بأنمـاطه العالمية المختلفة ..

في بداية العام 2015 ، صدرت رواية طويلة لتوفيق ، بعنـوان ( مِثـل إيكـاروس ) .. طبعاً بمجرد أن تلمح كلمة إيكـاروس ، تعرف فوراً أن لها أبعاداً فلسفية عميقة ؛ مسترجعاً قصة ( إيكـاروس ) الشهيرة في الميثولوجيا الإغريقية ، الذي اقتـرب من الحقيقة أكثر من اللازم ، حتى احترق جناحاه وسقط ..

وكانت كذلك بالفعل ..

رواية تبدأ بداية غامضة ، طابعها العام كئيب نوعاً ، تحكي عن شخص مضطـرب نفسياً ، يتعمّـق في عالم مزيج من التأمل والقراءات في الخوارق ، فيستطيـع أن يرى المستقبل ، ويرى الماضي أيضاً .. ويتنبأ .. ويرى أحداثاً مخيفة ، ويعاني - من وراء كل هذه الأمور الخارقة - من أحداث مؤلمة جداً ..

تيمة قديمة جداً للروايات ، ولكن استخدامها في هذه الرواية كان فلسفياً ومثيراً .. دمج فيها معاني إيمـانية ، وعلمية ، وإنسـانية ، وعصرية ، ومستقبلية .. وتخوّف الكاتب نفسه من فكـرة المرض في المستقبل ، والوحدة ، وانتهاء البشرية وحكم الصـراصير !

بصراحة ، استمتعت وأنا أقــرأها .. رغم بعض التحفظـات عليها ، لا تزيد عن بعض المواقف التي شعرت أنها حشواً بسيطاً في الرواية ..

  • لو كنا في Goodreads ، كنت سامنح الرواية تقييم 4 نجمات ..

  • الرواية أسلوبها غير معقد إطلاقاً .. يمكن للمراهق والشاب والكهـل وكبير السن قراءتها وهضم معانيها وفهمها بلا مشكلة .. لا يوجد فيها تعبيـرات مقعّــرة .. ولا يوجد معاني ملتفــة ، رغم عمقها ..

  • أخلاقياً ، صالحة للقـراءة من كل فئات الجمهور ، خالية من أدب الجنس الذي يتبعه الكثير من الكتّاب المعاصرين بشكل مكثف - وغير مفهوم - ..

  • ليست رواية طويلة جداً .. إذا كنت قارئاً مخضرماً يمكنك أن تنهيها في يومين .. إذا كنت قارئاً متوسطاً ، فلن تزيد عن 4 او 5 أيام ..

في رأيي الشخصي ، هذه الرواية تعتبـر مدخلاً مهماً لكل شخص مهتم بفكـرة مزج الفلسفة ، والعلم ، والدين ، والحياة ، والمستقبل .. سوياً .. وبشكل ممتاز ، يبتعد تماماً عن الصدام مع معتقداتك ، ويركّـز دائماً على فكـرة : ان تفهم وتعرف أكثر ..

نصيحتي ، اجعلها ضمن قراءاتك قريباً .. ستسفيد كثيراً ، الى جانب فيض من المتعة والتسلية الحقيقية ..