تحكي قصة "الجانب الآخر من السياج" عن رجل كان يسير في طريق مغبر وبعد 25 خطوة ظهرت على عداد الخُطى أدركه التعب فجلس ليرتاح، ثم لمح سياجًا شجريًا بنيًا فحاول عبوره وأثناء ذلك تقطعت كل ملابسه وفقد ممتلكاته، وعلى الجانب الآخر من السياج وجد السياج مخضرًا وغمرته عين ماء بمجرد دخوله ووجد مساحات شاسعة خضراء وأشخاص يستمتعون بوقتهم في استرخاء، كما وجد أن عداد السرعة لم يعد يعمل، ووجد بوابة عظيمة، لكن في النهاية لم يُسمح له بالرجوع.

هذه القصة بالرغم من أنها مثيرة وعند قراءتها دون تفكير كثير قد نعتقد أنها مجرد مغامرة لطيفة، لكن بقليل من التفكير سنجد أن القصة كلها رمزيات، فعن نفسي فسرت أن الطريق المُغبر هو الدنيا، وأن السياج هو الفاصل بين الدنيا والآخرة، وعبور الشخص للسياج وتمزق ملابسه هو ترك لكل الأشياء الدنيوية، والجانب الآخر من السياج هي الآخرة أو الجنة، وربما توقف عداد الخطى عند الخامسة والعشرين يعني أن الرجل مات عند هذا العمر.

المدهش في الرمزيات الأدبية أنه قد يكون لها أكثر من تفسير، فكل قارئ قد يأتي بتفسير من عنده يمكن أن يكون مقبولًا، وهذا يدل على مدى براعة الكاتب وعبقريته في الكتابة، لكن قد لا يفضل بعض الناس هذا الأسلوب ويرون أنه لا يشبع فضولهم لأنه لا يعطي مدلولًا واضحًا.