في مجموعة الصغير والحالي لا نجد الحب ولا السياسة ولا نهايات سعيدة بل نجد أنفسنا كما نحن في زوايا مهملة من الروح في صمت المصاعد وملل الصباحات وعبثية التفاصيل القصص قصيرة جدًا لكنها ليست سهلة لأنها تطرح أسئلة صامتة وتعرض مشاهد مألوفة حد الألم وكأنها تعري الواقع دون ضجيج في قصة "الصباحات" نقرأ "استيقظ في السادسة تمامًا شرب نفس القهوة نظر من النافذة فلم يجد فرقًا بين اليوم وما قبله فقط كان قلبه أثقل" نحن لا نعيش التكرار فحسب بل نحمله داخلنا القصة هنا ليست عن الروتين بل عن الثقل الذي لا نعرف له اسمًا لكنه يصاحبنا في كل صباح وفي قصة "المصعد" "ركب المصعد فوجد نفسه فيه وحده ضغط الزر تحرك المصعد ثم توقف لكنه لم يفتح بقى هناك ولم يطلب النجدة شعر أن هذا أنسب مكان له" هنا تتحول العزلة من خوف إلى ملاذ المصعد لا يغلق عليه فقط بل يغلقه عن عالم لا يشعر بالانتماء إليه إنها لحظة اختزال للعزلة الطوعية التي نختارها حين لا نجد لغة مشتركة مع الخارج القصص في هذه المجموعة لا تعتمد على الأحداث بل على المشاعر المكبوتة التفاصيل المهملة والأفكار التي لم تقَل لا تخبرك القصة بما يجب أن تشعر به لكنها تضعك أمام مرآة وتتركك تكتشف وحدك شاركونا آراءكم وتجاربكم ما القصة التي شعرت أنها تشبهك وأين وجدت نفسك داخل هذه المجموعة؟
حين تختنق الأرواح في زحام المدينة: قراءة في رواية "الصغير والحالي" لمحمد علاء الدين
هذا أمر جميل جداً أن تحكى عن قصة شعرت أنها تشبهك وأنت فيها شعرت بمن يشبهك ولكن ما أقلها تلك القصص أنا لا أكاد أذكر قصة تشبهنى!!
على عكس الكثير من القصص والمواقف التى مررت فيها والأماكن التى دخلت فيها وهى لاتشبهني يمكننى أن ألقص عليكى الكثير من مشاعر القصص التى لاتشبهنا لكنى حقيقي لايوجد فى ذهنى قصص تشبهنى أو غير قادر على إستخراج قصة لا أدرى لماذا هل لأننا نتذكر الأضرار والإساءات أكثر أم أنه من المفترض أننا نتذكر القصص الجميلة أكثر؟!
أشعر تمامًا بما كتبته لأننا فعلًا نميل دائمًا لتذكر القصص التي آلمتنا أكثر من تلك التي منحتنا بعض السكينة كأن الوجع يحفر مكانه في الذاكرة أعمق ومع الوقت تصبح الحكايات التي تشبهنا أو تمنحنا دفئًا شيئًا باهتًا أو عابرًا لهذا أعتقد أن جزءًا من التوازن يبدأ حين نُعيد لأنفسنا الحق في تذكّر القصص الجميلة أو حتى البسيطة التي مرت بسلام لا وجع فيها لأننا نستحق أن نسكن لحظات النور كما نسكن لحظات الألم.
في قصة "الصباحات" نقرأ "استيقظ في السادسة تمامًا شرب نفس القهوة نظر من النافذة فلم يجد فرقًا بين اليوم وما قبله فقط كان قلبه أثقل"
الملل لا ينجو منه احد على ظهر الأرض فيما أعتقد. فكلنا نسأم أحيانًا ونمل من كل شيئ. ولا أعرف كاتباً ممن قرأت لهم أو شاعرًا إلا اشتكى في طور من أطوار حياته من الملل. فالحياة روتينية رتيبة ليس فيها كثير من عنصر المفاجأة ولكني أرجع وأقول لنفسي: بل نحمد الرتابة بذات الأعمال مع وجود الحياة وفوقها الصحة التي تمكنا من أن نمارس اعمالنا الرتيبة! أحيانًا حياتنا الرتيبة التي نراها مملة يحسدنا أو يغبطنا عليها غيرنا ممن يفجأهم القدر من حين لآخر بأشياء لا يحبونها.
ما القصة التي شعرت أنها تشبهك وأين وجدت نفسك داخل هذه المجموعة؟
الحقيقة لم أقرأ هذه المجموعة ولا أعرف المؤلف وهذه أول مرة أسمع عنه؟! هل له مؤلفات غير ما ذكرت؟! ولست بقارء جيد للروايات وقد تشبهني أشعار لشعراء أحبهم ويعبرون عني وأتغنى بأشعارهم.
الملل لا ينجو منه احد على ظهر الأرض فيما أعتقد. فكلنا نسأم أحيانًا ونمل من كل شيئ. ولا أعرف كاتباً ممن قرأت لهم أو شاعرًا إلا اشتكى في طور من أطوار حياته من الملل. فالحياة روتينية رتيبة ليس فيها كثير من عنصر المفاجأة ولكني أرجع وأقول لنفسي: بل نحمد الرتابة بذات الأعمال مع وجود الحياة وفوقها الصحة التي تمكنا من أن نمارس اعمالنا الرتيبة! أحيانًا حياتنا الرتيبة التي نراها مملة يحسدنا أو يغبطنا عليها غيرنا ممن يفجأهم القدر من حين لآخر بأشياء لا يحبونها.
بالتأكيد أتفهم ما قصدته تمامًا لأن الملل بالفعل شعور يطرق أبواب الجميع مهما اختلفت حياتهم أو أعمالهم وكأن النفس البشرية بطبيعتها تشتاق دائمًا للتجديد والتغيير حتى وسط نعم قد لا ندرك قيمتها إلا حين نفتقدها وأعجبني كثيرًا ما قلته عن الرتابة المصحوبة بالحياة والصحة لأننا فعلًا كثيرًا ما نغفل عن الامتنان للأشياء البسيطة التي تبدو عادية لكنها في حقيقتها أثمن ما نملك
الحقيقة لم أقرأ هذه المجموعة ولا أعرف المؤلف وهذه أول مرة أسمع عنه؟! هل له مؤلفات غير ما ذكرت؟! ولست بقارء جيد للروايات وقد تشبهني أشعار لشعراء أحبهم ويعبرون عني وأتغنى بأشعارهم.
في الواقع قرأت عن محمد علاء الدين سابقًا ولفتني مساره ككاتب يحاول أن يقدم رؤى مختلفة عن الواقع من خلال أسلوبه الخاص الذي يميل أحيانًا إلى التجريب والتكثيف الرمزي سواء في رواياته أو في نصوصه القصيرة هو ليس من الكتّاب التقليديين الذين يسيرون على درب السرد المعتاد بل يبدو وكأنه يكتب ليكشف شيئًا مخفيًا في النفس أو المدينة أو اللحظة العابرة وربما هذا ما يجعل بعض نصوصه تشعر القارئ بأنها تشبهه بطريقة غريبة دون أن تكون مألوفة بالضرورة وأظن أن هذا ما جعلني أفكر في قراءة أعماله الأخرى لأن بعض الكتاب يكشفون أنفسهم تدريجيًا وليس من أول نص
كأنك فتحت نافذة على زوايا مهملة من الوجود نادرًا ما نجرؤ على استكشافها. مجموعة القصص القصيرة التي تصفها، بتفاصيلها الصامتة ومشاعرها المكبوتة، تضرب على وتر حساس في نفوسنا، حيث الروتين ليس مجرد تكرار، بل ثقل يتراكم في القلوب، والعزلة ليست مجرد حالة، بل ملاذ نختاره أحيانًا للهروب من عالم لا نشعر بأننا جزء منه. قصة "الصباحات"، بوصفها للقلب الأثقل مع كل يوم، تعكس تلك اللحظات التي نستيقظ فيها لنجد أنفسنا نحمل عبئًا غامضًا لا نعرف كيف نسميه، بينما "المصعد" ترسم صورة العزلة الطوعية بطريقة مؤلمة ومألوفة، كأنها لحظة نختار فيها السكون لأنه أقل إيلامًا من ضجيج العالم. أتذكر لحظات شعرت فيها بأن الروتين يبتلعني، وكأن كل يوم هو نسخة باهتة من اليوم السابق، لكنني وجدت نفسي أكثر في "المصعد"، تلك اللحظة التي نشعر فيها أن الانغلاق على أنفسنا هو أحيانًا المكان الوحيد الذي نشعر فيه بالأمان. هذه القصص، كما وصفت، لا تفرض علينا شعورًا، بل تعكس واقعنا كمرآة، تدعونا لنكتشف أنفسنا بصمت.
أتذكر لحظات شعرت فيها بأن الروتين يبتلعني، وكأن كل يوم هو نسخة باهتة من اليوم السابق، لكنني وجدت نفسي أكثر في "المصعد"، تلك اللحظة التي نشعر فيها أن الانغلاق على أنفسنا هو أحيانًا المكان الوحيد الذي نشعر فيه بالأمان. هذه القصص، كما وصفت، لا تفرض علينا شعورًا، بل تعكس واقعنا كمرآة، تدعونا لنكتشف أنفسنا بصمت.
أعتقد أن تلك اللحظات من الانعزال والهدوء أحيانا تكون فرصة ثمينة لإعادة ترتيب الأفكار والتواصل مع الذات بعيدا عن ضجيج العالم فهي تمنحنا فسحة للتأمل والوعي بما نحتاجه حقا في حياتنا لكنها في ذات الوقت تحتاج إلى وعي وحذر حتى لا تتحول إلى عزلة دائمة تفقدنا القدرة على التفاعل مع الآخرين ومواجهة تحديات الحياة بشكل صحي التوازن هنا هو المفتاح فلا بد أن نسمح لأنفسنا بالاستراحة ولكن مع الحفاظ على الروح الاجتماعية والديناميكية التي تحافظ على نشاطنا وانخراطنا في الحياة
التعليقات