في مجموعة الصغير والحالي لا نجد الحب ولا السياسة ولا نهايات سعيدة بل نجد أنفسنا كما نحن في زوايا مهملة من الروح في صمت المصاعد وملل الصباحات وعبثية التفاصيل القصص قصيرة جدًا لكنها ليست سهلة لأنها تطرح أسئلة صامتة وتعرض مشاهد مألوفة حد الألم وكأنها تعري الواقع دون ضجيج في قصة "الصباحات" نقرأ "استيقظ في السادسة تمامًا شرب نفس القهوة نظر من النافذة فلم يجد فرقًا بين اليوم وما قبله فقط كان قلبه أثقل" نحن لا نعيش التكرار فحسب بل نحمله داخلنا القصة هنا ليست عن الروتين بل عن الثقل الذي لا نعرف له اسمًا لكنه يصاحبنا في كل صباح وفي قصة "المصعد" "ركب المصعد فوجد نفسه فيه وحده ضغط الزر تحرك المصعد ثم توقف لكنه لم يفتح بقى هناك ولم يطلب النجدة شعر أن هذا أنسب مكان له" هنا تتحول العزلة من خوف إلى ملاذ المصعد لا يغلق عليه فقط بل يغلقه عن عالم لا يشعر بالانتماء إليه إنها لحظة اختزال للعزلة الطوعية التي نختارها حين لا نجد لغة مشتركة مع الخارج القصص في هذه المجموعة لا تعتمد على الأحداث بل على المشاعر المكبوتة التفاصيل المهملة والأفكار التي لم تقَل لا تخبرك القصة بما يجب أن تشعر به لكنها تضعك أمام مرآة وتتركك تكتشف وحدك شاركونا آراءكم وتجاربكم ما القصة التي شعرت أنها تشبهك وأين وجدت نفسك داخل هذه المجموعة؟