يقال إن السلحفاة لا يمكنها النجاة ما لم تكن قوقعتها قوية.

وساردونيا —بطلة الرواية— كانت تعرف ذلك جيدًا، لهذا لم تكن تهمل إعطاء سلاحفها الصغيرة قطرات الكالسيوم، تضعها بعناية في طعامها، وتراقب كيف تقسو الأصداف شيئًا فشيئًا، لا قسوة مؤذية، بل حماية، حصنٌ لا يُخترق. حيث كانت تتأمل سلاحفها وهي تزحف ببطء، لكنها تعرف وجهتها جيدًا.

ألسنا نحن البشر نحتاج إلى "كالسيوم" من نوع آخر؟

نحن لا نملك قوقعة تحمينا، لكننا نمضي في هذه الحياة نحمل قلوبًا عارية، تتعرض للخذلان، للفقد، للظلم، لليالي الباردة التي لا تُروى فيها الدموع، ولا يُقال فيها سوى "أنا بخير".

ولكن… كيف يروض الإنسان نفسه؟

كيف يعلم قلبه كل مرة أن يصمد؟ أن لا ينهار؟

أن لا يترك كل شيء خلفه ويرحل كسراب، يلوّح من بعيد ثم يختفي؟

في كل مرة تسقط فيها، يجب أن تضع قطعة صغيرة في قوقعتك.

ذكرى تغلبت عليها، خيبة تعلمت منها، حزنًا اجتزته وحدك…

شيئًا فشيئًا، يصبح لك درعٌ لا يُرى، لكنه يحميك.

إنها ليست قوقعة صلبة كقوقعة السلحفاة، بل هي صلابة الروح،

هي أصداف القلوب.