كنت أنوي إعادة قراءة رواية ترنيمة سلام للكاتب أحمد عبد المجيد، لكن بقراءة أولى الصفحات لفت انتباهي أن الشخصية كانت لكاتب يعاني من مشكلة في الكتابة، فوجد الحل عن طريق تعذيب نفسه بالملل فيضطر للكتابة، لذلك استقل القطار ليكون متفرغًا ويشعر بالملل فلا يجد شيئًا يفعله سوى الكتابة فيضطر للكتابة، فقلت في نفسي هذه فكرة جيدة، ربما أجربها لأنني نفسي أعاني في الكتابة فمثلًا عندما تأتيني أفكارًا جيدة أقول سأدونها ولا أدونها بالنهاية 😅
لكن تلاشت فرحتي بهذه الخطة الألمعية عندما أكملت عدة سطور، لأجد أن رجلًا جلس بجوار الكاتب وتبادل معه الحديث فأخبره أن سبب نجاحه في الكتابة لم يكن التفرغ أو الملل ولكن لكونه كان مركزًا على اللحظة الحاضرة، وأنه في الحقيقة ليس مضطرًا لاستقلال قطار من أجل ذلك، بل ربما يمكنه فعل ذلك من داخل غرفته!
أعتقد أن هناك الكثير مثلي ممن قد ينتظروا المكان أو الوقت المناسب لفعل شيء وتأديته بنجاح، لكن ربما هذه الظروف التي نتخيل أنها ستكون سببًا لنجاحنا هي في الحقيقة أوهام، وكل ما نحتاجه هو أن نتخلص من المؤثرات الخارجية والمشتتات ونغوص في اللحظة الحالية دون التفكير في الماضي أو المستقبل ... فكيف برأيك يمكننا فعل ذلك؟ كيف يمكننا التركيز على اللحظة الحالية لنتمكن من النجاح فيما نفعل دون مشتتات؟
التعليقات