الرواية تتحدث عن قرية إفريقية يتم الهجوم عليها وحرق بعض بيوتها، بعدها يختفي عددًا من الأبناء، فيتم أخذ أمهات هؤلاء الأطفال وعزلهن بكوخ في مكان بعيد عن باقي أفراد القبيلة حتى لا يؤثروا عليهم بحزنهن! فلماذا تم لومهن على اختفاء فلذات أكبادهن ويتم التعامل معهن وكأن لديهن يدًا بالأمر؟! فتم عزلهن وإبعادهن عن الجميع بدلًا من تقديم الدعم اللازم لهن في فترة حرجة لا يعرفن فيها شيئًا عن أبنائهن وهل ماتوا أم ما زالوا أحياءً!

قد يتبادر إلى ذهنك الآن أن هذه أفعال فردية لمجتمعات قبلية تعيش بمكان ناء في أفريقيا، لكن هذا الفعل من لوم النساء ليس فرديًا وينتشر بكل مكانٍ في العالم تقريبًا، فمثلًا في عالمنا العربي إذا خان الرجل زوجته يتم لومها هي! واتهامها أنها لم تقدم له الاهتمام الكافي! ، وإذا ارتكب أحد الأبناء خطأً يتم لومها على تربيته! وكأنها هي المسئولة الوحيدة عن تصرفاتهم طوال العمر.

وحتى في الدول الأوروبية والغربية يحدث هناك ذلك طوال الوقت أيضًا، فحتى سنوات قليلة ماضية كان يتم لوم النساء أو الأمهات بالتحديد على إصابة الأبناء بالتوحد! والعجيب أن من كان يوجه لهن هذا الاتهام هم رجال علم، ويدعون أن السبب وراء إصابة الطفل بالتوحد هو عدم اهتمام الأم به! ظاهرة لوم النساء على أشياء لا دخل لهن بها هي ظاهرة عالمية ولا ترتبط بمكان أو ثقافة معينة.

وسؤالي هنا هو لماذا؟ ..... لماذا يتم لوم النساء دائمًا بكل مكان في العالم ؟!