إذا كنت ستسافر لمدة عام ولا يمكنك اصطحاب إلا كتابًا واحدًا، ماذا ستختار؟

سأفضل شيء جديد لم أقرأه من قبل، أنا لا أحب معاودة قراءة شيء انهيته من قبل، أنا أمل كثيرا، وإذا كنت سأسافر لاستمتع بالتأكيد لن أريد شيئا يصيبني بالملل، سأختار بشكل سريع أي كتاب أو رواية من مجموعة الكتب والروايات التي أضعها في قائمة القراءة لاحقا، وربما أستغل الفرصة وأسألك ماذا ترشحين لي لأقرأ إذا في هذه الحالة؟

لا أستطيع أن أظل عاماً كاملاً مقتصراً في قراءتي على كتاب واحد😄 لكن لو لم يكن أمامي حل آخر فسأختار "فن العيش الحكيم" لشوبنهاور، فالكتاب من حيث المادة العلمية والأفكار الواردة فيه يعتبر كتاب جزيل ودسم، كما أنه كتاب مبهج ويترك أثر لطيف في النفس.

وتوجد ميزة أخرى في الكتاب وهو أن المترجم بارع متمكن من اللغة العربية، ويستخدم مفردات جزلة ليست شائعة، لكنها مفهومة وجذابة للقارىء.

بالنسبة لي سيكون كتاب الداء والدواء لإبن القيم رحمه الله بكل مرة أعيد بها قرأة جزئية من الكتاب أشعر أن المعنى تغير أو أصبح أعمق، ولا أبالغ لو باستطاعتي لجعلت الجميع يقرأون ويدرسون كل حرف بالكتاب، فقد وجدت به من العلم والتوجيه والنصح والقواعد ما احسبه أنه إعجاز لن يتكرر

ذلك الكتاب " الجسد يحتفظ بالنتيجة " بدأت في قراءته قبل حوالي ثلاث اسابيع ثم توقفت قبل اسبوعين بعض الظروف وكنت قد انهيت حوالي اقل من ربع عد صفحات الكتاب فقد كان ثقيلا على النفس ليس فقط بسبب عدد صفحاته ولكن أيضا بسبب محتواه الذي في كثيرا من الاحيان كان يشعرني تارة بثقل في دماغي وتارة بألم في نفسي ولكني عازم على أن أكمل قراءته إن شاء الله .

أما بالنسبة إلى سؤالك فقد تبدو اجاباتي غريبة لكن لا أظن أنى سأخذ كتابا معي اثناء السفر لأنه لم يسبق لي السفر من قبل ولا حتى خارج مدينتي فأظن أنه إذا اتيحت لي فرصة للسفر خارج البلاد سأستغلها فى استكشاف هذه الدولة وزيارة الأماكن المختلفة.

 بلا شك "مقدمة ابن خلدون". هذا الاختيار ينبع من كونه يُعد حجر الزاوية في علم الاجتماع، يقدم تحليلاً عميقًا وشاملاً للدول والحضارات، أسباب نشوئها وانهيارها، ودور العمران البشري والعصبية. فابن خلدون يغوص في فلسفة التاريخ وعلم العمران البشري بأسلوب منهجي وموضوعي لا يزال يُدرس حتى اليوم، مما يجعل كل قراءة لها اكتشافًا جديدًا للرؤى والأفكار التي تتجاوز زمانه ومكانه. إن اتساع نطاق المواضيع التي تناولها، من الاقتصاد والسياسة إلى التربية والجغرافيا، يضمن ألا أشعر بالملل أبدًا حتى بعد قراءات متكررة، إذ سأجد فيها دومًا زاوية جديدة للتفكير والتأمل في طبيعة المجتمعات وتطورها. إنها رفيق فكري لا يقدر بثمن لرحلة طويلة، تمنحني أدوات لفهم العالم من حولي وتطوراته لأن التاريخ يعيد نفسه بشكل لا يمكن تصديقه، وتغني رحلتي بالبصيرة والمعرفة .

في الحقيقة لا أجد نفسي متعلقة بقراءة الكتب خلال رحلات طويلة، بل أفضل أن أستغل الوقت في تجارب أو استكشاف محيط المكان والتعرف على الناس والثقافات. قد يكون السفر نفسه هو الكتاب الأكبر الذي أقرأه وأتعلم منه كل يوم.

سأختار "البحث عن الزمن المفقود" لبروست، هذا الكتاب غريب أمره، كنت أشعر بالملل عند قرأته وهو من 7 أجزاء ولكن عند نقطة معينة تفاعلت مع الرواية وانفجرت دموعي بشدة في أحد المواقف

من الجدير بالذكر أن ايميل بروست قد قضى حوالي14 عام في منزله في عزلة تامة لكتاباتها، وهي تعد من الروائع الكلاسيكية ، لكني في قراءاتي أفضل الكتب القديمة التي تعد جواهر قيمة عن الكتب الحديثة التريند والبيست سيلر

سأصطحب كتاب "رحلتي من الشك الى الايمان " للدكتور مصطفى محمود ، كتاب قرأته و سمعته في اليوتيوب ، كتاب معبر و عميق ، يتحدث عن رحلة مصطفى محمود الدكتور المصري نحو اليقين بالله ، بعد بحث طويل و لسنوات في الكتب و الديانات ، انصح به.

لو كنت في رحلة تستغرق عامًا كاملاً واضطررت لاختيار كتاب واحد فقط يرافقني طوال هذا الوقت، فاختياري سيكون لأي كتاب في مجال علم النفس (مجال تخصصي) ، خاصة إذا كان يروي تجارب واقعية وقصصًا لحالات نفسية تعالجت وتغيرت بفضل التدخل النفسي الصحيح. أجد في مثل هذه الكتب ما يتجاوز المعرفة النظرية، فهي تمنحني نافذة أطل منها على رحلة المرضى مع الألم والتحديات، وكيف استطاع الأخصائي النفسي أن يكون لهم عونًا ودعمًا نحو الشفاء. قراءة هذه القصص تبعث في نفسي الأمل، وتجدد شغفي بالعلم والعمل، وتذكرني دومًا بأهمية الدور الذي أقوم به في مساعدة الآخرين على مواجهة صراعاتهم النفسية وتحقيق التغيير الحقيقي في حياتهم