جلست "ندى" تقلب في دفاترها القديمة بعد تجربة زواج فاشلة استمرت لأكثر من عقد من الزمان، انتهت بإخبار زوجها لها بأنه يحب فتاة أخرى ويريد الزواج منها، فتتذكر كيف تم زواجها سريعًا وكيف كانت قاصرة التفكير متسرعة وكيف تجاهلت نصائح والدها بعد انبهارها بإسماعيل وتصرفاته لدرجة جعلتها لا تهتم بكثير من الأشياء وعلى رأسها فارق السن بينهما، ثم اكتشافها بعد الزواج أنه لم يتسنى لها معرفته حقًا.

قصة ندى تتكرر للأسف مع الكثير من الفتيات مرارًا وتكرارًا، وهنا تتضح أهمية فترة الخطبة، ففترة الخطبة أو الخطوبة هي فترة اختبار للشخص الذي من المفترض أن تقضي معه بقية حياتك، ويجب استغلالها في معرفة الطرف الآخر حق المعرفة ورؤية كيف يتصرف مع كل شيء وكل شخص، بدايةً من كيف يتصرف معك ومع أهلك وأهله إلى كيف يتصرف مع الغرباء وكيف يتصرف في المواقف المختلفة من حزن أو عصبية وخلافه، فهذا من شأنه أن يُقدم ولو صورة مصغرة عن طبيعة الشخص.

لكن العجيب أن العديد من الفتيات يتجاهلن الكثير من الإشارات الحمراء الكبيرة الواضحة ونصائح الأهل والمقربين، بل قد يفسرن الأشياء السيئة بطريقة تجعل منها رومانسية! مثلًا تلك خطيبها يتحكم فيها وفي قرارتها صغيرة وكبيرة فتقول لك أنه يحبني ويخاف عليّ لذلك يفعل هذا! ثم بعد الزواج تُصدم عندما تكتشف أن هذا طبع أصيل فيه وأنه شخصية شديدة متحكمة ويتصرف معها كجزء من ممتلكاته الخاصة! فتبدأ رحلة تذكر الماضي وجلد الذات والندم.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هو لماذا يُصدم البعض في شركائهم بعد الزواج بالرغم من وجود فترة تعارف قبله؟ وربما ظهر خلالها الكثير من عيوب الشخص بالفعل!