"العالم الذي نعيش فيه هو عالم الدناصير والغيلان، والشركات العالمية الكبرى التي انفردت بالتكنولوچيا المتطورة، والتي تعود فتعطي هذه التكنولوچيا بالقطارة للدول النامية" من كتاب الغد المشتعل لدكتور مصطفى محمود
هذه الكلمات نشرها الدكتور مصطفى محمود عام 1998م، وبالرغم من مرور كل تلك السنوات ما زالت تُمثل واقعنا اليوم بطريقة تستدعي العجب، فلقد وصف الشركات حينها بالغيلان، فماذا كان سيوصفها اليوم؟!
للأسف حالنا كما هو بل توحش، فالشركات الكبرى الآن وخاصة في مجال التكنولوچيا يسيطرون على العالم حرفيًا سواء عن طريق المال أو المعلومات، فأثرى أثرياء العالم الآن هم مالكي تلك الشركات وثرواتهم قد تتجاوز ثروات دول كاملة! كما أنهم يمتلكون معلومات لم نتخيل أن يمتلكها أحد إلا الجواسيس عالية التدريب، فلديهم الآن خرائط العالم كافة ومعلومات شخصية يجمعونها من هواتف ملايين البشر، فيكفي أن تبحث بكلمة فقط، بل أحيانًا يكفي أن تذكر اسم منتج فتنهال عليك الإعلانات والعروض!. هم يستغلون معلوماتنا في معرفتنا بشكل أفضل لتحويلنا إلى كائنات مستهلكة من أفخر الأنواع.
ولا يقف الأمر هنا فبعض تلك الشركات تستغل ما تجمع من بيانات في التجسس واستهداف بعض الشخصيات السياسية والأفراد في الحروب، فلا أخلاق ولا رادع لهم، وبالرغم من ذلك نجد أنفسنا في كثير من الأحيان مضطرين لاستخدام تلك التكنولوچيا الخاصة بهم، لأنه ببساطة لا بديل لها.
فكيف تعتقد أنه يمكننا الخلاص والخروج من تحت رحمة الدول العظمى والشركات الكبرى؟
التعليقات