كنت أجلس في زاوية مكتبتي المليئة بالكتب القديمة، أتصفح صفحات كتاب "إلغاء العقل الأمريكي" لألان بلوم، حين وقعت عيناي على فقرة تقول: "لم يعد الطلاب اليوم يسألون الأسئلة الكبرى: ما العدالة؟ ما الحقيقة؟ ما معنى الحياة؟ لقد استبدلوا هذه التساؤلات بإجابات جاهزة، تقدمها لهم الثقافة الشعبية ببراعة، ففقدوا القدرة على التفكير الحر."
توقفت عند هذه العبارة، متسائلة: هل نحن حقاً نعيش في عصر "إغلاق العقول"؟ هل صحيح أن التعليم الحديث، بدلاً من أن يحررنا، قام بتقييدنا داخل أقفاص الأفكار المُعلبة؟
تذكرت كيف كنا في الماضي نناقش الأفلام والكتب بفضول، نبحث عن المعاني الخفية، نختلف ثم نعيد التفكير. أما الآن، فالكثير من زملائي يكتفون بآراء "السوشيال ميديا" السريعة، دون تمحيص. حتى في الجامعة، أصبح النقاش الفلسفي نادراً، وكأن العقل قد تحول إلى آلة تستقبل المعلومات دون أن تسائلها.
لكن السؤال الذي اتركه لك: إذا كنا حقاً نعيش في زمن "إغلاق العقل"، فكيف لنا أن نفتحه من جديد؟
التعليقات