شخصيا كنت أرى الملل ممل مثله اسمه تماما، لكن عندما قرأت فصل الملل قد يكون مفيدا من كتاب (لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر) فكرت في الأمر فعلا وتغيرت نظرتي للملل نسبيا وبدأت أنظر إليه كفرصة أو استراحة مختلفة يجب علينا أن نحسن استغلالها.

فالشعور بالملل يأتي عندما يكون الذهن غير مشغول ولا يجد ما يركز فيه ويحفزه، وهذا ما يدفعني للتسائل عن ما أقوم به في هذه الحياة وهل الأمور تمشي في الإتجاه الصحيح؟ هل أنا من أحدد أهدافي وما يجب علي القيام به في هذه الحياة أم فقط أقوم بأعمال أجبرت على القيام بها بطريقة أو بأخرى لهذا أصبحت مملة بالنسبة لي؟ أم الملل هو فقط عارض وسيذهب لاحقا فلا داعي للقلق أم هو مستمر؟

هذه تسألات أصبحت أطرحها على نفسي عندما بدأت أنظر للملل بنظرة مختلفة، دفعتني هذه النظرة للتفكير العميق في عدة جوانب من حياتي، دفعتني لمراجعة أفعالي وواجباتي وأهدافي في هذه الحياة لمعرفة هل أنا راضية عن ما أقوم به أم لا؟ هل هذه الحياة التي أريد عيشها فعلا؟ هل أنا أقوم بما يريده غيري أم ما أريد أنا في هذه الحياة؟

هذه التسائلات يجب طرحها قبل البدء في أي عمل أو قبل تقدم فيه على الأقل، لكن في بعض الأحيان تقودنا الظروف بوتيرة سريعة تعطل وعينا بذواتنا وتبعدنا عمّا نريد ونحب فعله في هذه الحياة وهذا ما يولد الشعور بالملل الدائم، لهذا الملل في كثير من الأحيان ليس مجرد شعور عابر بل عبارة عن نتيجة، نتيجة وصلنا إليها بعد أن أصبحنا عبارة عن آلالات بشرية تعيش بلا أهداف ولا غايات، آلالات بشرية تعيش وفق تعاليم غيرها ولا حق لها في الاختيار، آلالات بشرية مجبرة على القيام بأعمال لم تخترها يوما ولا تستطيع التخلص منها، آلالات بشرية لا تستطيع القيام بما تريده هي في هذه الحياة...

الملل في الحقيقية قد يكون شعورا له أبعادا عميقة لو تأملنا فيها قليلا لقادتنا لاكتشاف جوانب غامضة أو خفيت علينا في حياتنا وستتغير حياتنا لو غيرنا هذه الجوانب التي قادتنا للشعور المستمر بالملل أو على الأقل أصبحنا مدركين لما يحصل وما يجري في حياتنا واكتشفنا أين يكمن الخلل.

وأنتم كيف تتعاملون عند شعوركم بالملل؟