هذه رؤية مصطفى محمود بروايته الفلسفية "المستحيل".. وخلالها يدرك البطل-المهندس الناجح- أن حياته الناجحة ظاهريا، ما هي إلا مجموعة أوامر فرضت عليه من المحيطين به، بداية من مجال دراسته، ثم عمله، وصولا لإختيار زوجته، وغيرها من تفاصيل حياته التي لم يؤخذ رأيه بمعظمها!

لا شك أنه توجد نماذج -ولو قليلة- لأشخاص ناجحين، مسيطرين على مجريات حياتهم، وراضين عما وصلوا إليه.. لكن توجد نماذج أكثر لأشخاص ناجحين يشعرون بالإغتراب، وبأنهم لا ينتمون للحياة التي يعيشونها، ورغم ذلك يواصل معظمهم السير مكرهين؛ حتى لا يخسروا ما حققوه بتلك الحياة!

شخصيا، أميل للرأي القائل بضرورة عيش حياة نملك فيها قراراتنا، ونحدد مصيرنا بأنفسنا، حتى وإن كانت بسيطة نسبيا..

فماذا عنكم، كيف تتصرفون إذا شعرتم بأن حياتكم أصبحت هي المتحكمة بكم، وليس العكس؟!