صنعت عالما خاصا في ذهني من الغلاف، كيف وقعت في الفخ؟!

لاتحكم على الكتاب من غلافه"

أنا لا أتفق تماما مع صياغة هذه المقولة، فالأصل أن نكون انطباعاتنا الأولى من الظاهر أمامنا وإلا من أين نستمد قرارتنا وتصرفاتنا؟ الانطباع الأول والأحكام الأولية هامة إذا تعاملنا معها بوعي ومرونة كافية لكي ندرك أنها قابلة للتغيير مع الوقت وجعلناها مصدر حيطة وحذر يحمينا من الاندفاع والتسرع وراء الأشياء.

الحقيقة أن الغلاف أحياناً يكون مثل الباب السحري، يثير الفضول ويشعل الخيال قبل أن نخوض في الصفحات. حدث معي شيء مشابه عندما اشتريت كتاب "ظل الريح" لكارلوس زافون. غلافه كان غامضاً، مظلماً بعض الشيء، وكأنني على وشك الدخول في قصة مليئة بالألغاز والخيال القوطي. توقعت أن أجد رواية عن عوالم سحرية أو ربما قصص رعب خفية.

ولكن حين بدأت القراءة، اكتشفت أنه رواية عن الكتب، الحب، والبحث عن الحقيقة في أزقة برشلونة المليئة بالأسرار. المفاجأة كانت منعشة، ووجدت نفسي أستمتع تماماً بالكتاب رغم اختلافه عن توقعاتي.

الغريب في الأمر أن هذا "الفخ" الذي نصبه الغلاف لا يشعرني بالندم غالباً، بل يجعلني أرى العمل من زاوية مختلفة وأقدره على ما هو عليه.

صحيح، كثيرًا ما نقع في فخ الغلاف الجذاب الذي يعدنا بشيء مختلف عما نجده في الكتاب. لكن كما حصل معك، أحيانًا تكون المفاجأة ممتعة رغم أنها لم تكن كما توقعنا. الكتاب قد يحمل شيئًا آخر يعجبنا رغم الاختلاف. في النهاية، القراءة ليست عن الغلاف بل عن ما تقدمه لنا الكلمات.